كشف المحلل السياسي والخبير في الشؤون العسكرية، محمد شقير أن مجموعة من الأسباب تقف وراء فشل صفقة طائرات “رفال” العسكرية الفرنسية مع المغرب، وتوجهها إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الظفر بمقاتلات F-16، مستبعدا صحة المعلومات التي جاءت بها صحيفة لكسبريس، ومتوقعا في ذات الوقت حصول المغرب في عهد ترامب على مقاتلات F-35 الأمريكية.
واستبعد شقير، في تصريح خص به موقع سفيركم الإلكتروني، أن تكون المعلومات التي جاءت بها صحيفة ليكسبريس، هي السبب وراء عدم اقتناء المغرب لطائرات رافال، مبرزا أن قراره هذا يفسر بمجموعة من العوامل، أولها أن أستراليا كانت من بين الدول التي ألغت صفقة اقتناء هذا النوع من الطائرات الحربية، لأنها لا تصل إلى درجة التحديث التي تتمتع بها طائرات F-16 الأمريكية، لا سيما وأنها أضيفت عليها تعديلات، وأنها أظهرت نجاعة قتالية في عدة مسارح حروب سواء بالشرق الأوسط أو في أوروبا وغيرها.
وواصل أن القوات الجوية المغربية سبق وأن خضعت لتدريبات على قيادة طائرات F-16 الأمريكية، بعدما كانت قد جهزت أسطولها الحربي بنسخيتها الأصلية والمعدلة، مضيفا أن اقتنائها لطائرات “رافال” سيؤثر لا محالة على الانسجام العسكري للأسطول الجوي الحربي، كما سيكلفه كذلك إعادة توفير تدريب خاص لطياريه، لا سيما على نوع لم تثبت بعد نجاعته القتالية في أي حرب، بما فيها الحرب الروسية الأوكرانية.
وفسر صاحب كتاب “مستشارو الملك”، توجه المغرب نحو الطائرات الأمريكية، بالتزام المملكة بالشراكة العسكرية الاستراتيجية مع واشنطن، التي تمتد لعشر سنوات من سنة 2020 إلى سنة 2030، قائلا إنه “في إطارها قام المغرب ببرنامج صفقات لاقتناء هذا النوع من الطائرات، بما فيها نسخها المعدلة التي تتوفر على عدة مزايا قتالية في الاستشعار والدقة في الاستهداف والتكنولوجيا العالية”.
وفيما يخص إمكانية سماح الولايات المتحدة بحصول المغرب على طائرات F-35، توقع محمد شقير أن توافق على ذلك، على غرار بعض الدول الحليفة القليلة التي حصلت على هذا النوع من الطائرات كالإمارات العربية المتحدة وبعض الدول الآسيوية كسنغفورة، خاصة وأن المغرب يعتبر حليفها الاستراتيجي في منطقة شمال إفريقيا، وشريكها الأساسي في محاربة ما يسمى ” الإرهاب الدولي ” بما فيه الحركات المتطرفة التي تنشط في دول الساحل، ما ينعكس من خلال تنظيم مناورات الأسد الافريقي سنويا بالمغرب.
وخلص الخبير بالقول: “لعل الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء يندرج في إطار الاستراتيجية الأمريكية لتقوية المغرب سياسيا وعسكريا بما في ذلك تجهيزه بأحدث أنواع الأسلحة الدفاعية كمنظومة هيمارس التي يعتبر البلد الوحيد المتوفر عليها في منطقة شمال إفريقيا والمتوسط”.
وتجدر الإشارة إلى أن صحيفة ليكسبريس الفرنسية، قد نقلت عن مسؤول عسكري فرنسي قوله إن سبب فشل الصفقة هو “اكتشاف الملك محمد السادس بأن السعر الذي تقتني به فرنسا طائراتها يقدر بـ 100 مليون أورو تقريبا للطائرة، وهو ثمن أقل بكثير من الذي اقترحته شركة داسو للطيران المصنعة لـ’رافال’ على المغرب، حيث كان يفوق السعر الأصلي بـ 10 إلى 20 بالمئة أو ربما الضعف، مما جعل المغرب يتجاهل العرض ويتوجه للسوق الأمريكية”.