تعيش الديبلوماسية المغربية داخل أروقة الاتحاد الافريقي، تحديا جديدا بعد أن رُشحت كاتبة الدولة السابقة لدى وزارة الخارجية، لطيفة أخرباش، لتولي منصب نائب رئيس المفوضية الأفريقية، في ظل منافسة مع مرشحة جزائرية تم تقديم ترشيحها في اللحظات الأخيرة لتنافس المرشحة المغربية، في تجل جديد لصراع النفوذ والحضور في هياكل المنظمة القارية بين الجارين المغرب والجزائر.
وتنعقد الدورة الـ38 للجمعية العامة للاتحاد الإفريقي، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم 15 فبراير 2025، حيث ستجري قبلها انتخابات لاختيار نائب رئيس المفوضية الإفريقية، وهو منصب استراتيجي يُمكن لصاحبه التأثير في قرارات المنظمة الإفريقية.
وبخصوص فرص فوز المرشحة المغربية يرى خبراء ومتتبعون أن حظوظ أخرباش، للظفر بالمنصب تظل مرتفعة مقارنة بالمرشحة الجزائرية، بالنظر للزخم الكبير للديبلوماسية المغربية في إفريقيا، منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، ودوره الفاعل في الهيئات القارية وفي علاقات التعاون بين بلدان القارة.
وفي هذا السياق يرى الخبير الاستراتيجي، محمد عصام العروسي، أن هناك مؤشرات إيجابية في صالح المغرب، نظرا لنجاحه في التموقع في عدد من هياكل المنظمة الإفريقية، إضافة إلى ما وصفه بـ “التخبط” الذي تشهده الديبلوماسية الجزائرية، وتراجع النفود الجزائري في عدد من مناطق نفوذه التقليدية.
واعتبر المحلل السياسي في تصريح لـ”سفيركم” أن الكفة تميل للمرشحة المغربية في هذا السباق، لا سيما أن المغرب أحكم تفاعلاته مع عدد من دول أفريقيا، بما في ذلك تلك التي لم تكن في وفاق مع المملكة، في مناطق أخرى خارج غرب القارة، التي تُعد تقليديا منطقة نفوذ مغربية.
واستطرد الخبير في العلاقات الدولية قائلا إنه، ورغم كل ما سبق ذكره، لا يمكن الجزم بحسم المغرب لهذا السباق داخل القارة الأفريقية والمنظمة القارية، إلا أن حظوظه تظل أكبر من منافسته الجزائرية، على حد تعبيره.