صربيا والمجر وسلوفاكيا تنسخ خطة حكومة إيطاليا اليمينية تجاه المهاجرين

التحقت كل من صربيا وسلوفاكيا والمجر، يوم أمس الثلاثاء، بركب الدول المؤيدة لمقترح إنشاء مراكز استقبال للمهاجرين واللاجئين في دول “ثالثة” خارج الاتحاد الأوروبي، على غرار إيطاليا وألبانيا، مؤكدين أن هذا هو الحل الوحيد الذي سيمكن من مكافحة الهجرة غير النظامية التي يعتبرونها تهديدا للتكتل الأوروبي.

واقترح رئيس وزراء المجر؛ فيكتور أوربان، ورئيس صربيا؛ ألكسندر فوتشيتش، ورئيس وزراء سلوفاكيا؛ روبرت فيكو، خلال اجتماع عقد في مدينة كومارنو السلوفاكية، سياسات أكثر تشددا لمكافحة الهجرة غير النظامية، والتي شملت زيادة عمليات الترحيل، وتقديم المزيد من الدعم المالي للدول الأعضاء التي تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.

ونوه زعماء الدول الثلاثة بشكل غير مباشر، بالمقترح الذي كانت قد عبرت عنه رئيسة الحكومة الإيطالية، ذات الأغلبية اليمينية، جورجيا ميلوني، حين عقدت اتفاقا مع ألبانيا يتم بموجبه إنشاء مراكز استقبال للمهاجرين في هذه الدولة غير العضوة بالاتحاد الأوروبي،من أجل إيواء المهاجرين إلى حين النظر في طلباتهم.

وذكرت تقارير إعلامية أن أوربان، رئيس صربيا، المعروف بموافقه المعارضة للهجرة داخل الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة، قد وصف ميثاق الهجرة واللجوء الذي وافق عليه الاتحاد الأوروبي في ماي الماضي، والذي سيدخل حيز التنفيذ في 2026 بأنه “ليس حلا، بل المشكلة بحد ذاتها”.

وفي هذا الصدد، قدم الرئيس الصربي مقترح إنشاء “نقاط” في بعض الدول الواقعة في شمال إفريقيا وأماكن أخرى، يتم تمويلها وإدارتها من قبل الاتحاد الأوروبي، بهدف استقبال المهاجرين وتقييم طلبات لجوئهم قبل دخولهم إلى أوروبا.

وصرح أوربان قائلا: “من يرغب في القدوم إلى أوروبا يمكنه التوجه إلى هذه المراكز وتقديم طلباته، وسيتم تقييمها هناك. من نسمح له بالدخول يأتي، ومن لا نسمح له يبقى في مكانه”، مؤكدا أن أي حلول أخرى لم ولن تجدي نفعا.

ويُعرف القادة الثلاثة بمواقفهم المعارضة للهجرة، حيث سبق أن انتقد رئيس وزراء سلوفاكيا؛ روبرت فيكو، مقترح إعادة توزيع المهاجرين على الاتحاد الأوروبي، أما رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان فقد جعل من قضية الهجرة محور سياساته اليمينية لمدة تقارب العشر سنوات، وكان هذا الأخير قد خلق ضجة واسعة في سنة 2022 حين صرح بأن المجر لا تريد أن تصبح “مختلطة عرقيا”، مضيفا أن أوروبا لا تضم العدد الكافي من المسيحيين البيض.

ومن جانبه، دعا فيكو، الذي يعتبر حليف أساسيا لأوربان، خلال هذا الاجتماع، إلى بناء الحواجز على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وهو قرار كانت قد اتخذته المجر بشكل منفرد في عام 2015 بعد التدفق الكبير اللاجئين الفارين من حروب سوريا والعراق، منتقدا السياسات الأخيرة المتعلقة بالهجرة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي مؤخرا، مشددا على أن الحل يكمن في التوصل إلى اتفاق جديد يسمح بتوسيع عمليات ترحيل المهاجرين.

وأكد القادة الثلاثة في بيان مشترك عقب الاجتماع، أن الهجرة غير الشرعية تمثل “مشكلة كبيرة”، تستمد قوتها من الاضطرابات الجيوسياسية والنزاعات المتزايدة والتفاوتات الاجتماعية في المناطق المحيطة بأوروبا.

وتجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الذي يحاول فيه الاتحاد الأوروبي وهذه الدول الثلاثة التوصل إلى سياسات متشددة من شأنها أن تقلل من توافد المهاجرين، أظهرت بيانات وكالة “فرونتكس” أن الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 عرفت انخفاضا بنسبة 42% في حالات عبور الحدود بشكل غير قانوني، وبنسبة 79% على طريق البلقان الغربي الذي يمر عبر صربيا والمجر.

تعليقات( 0 )