تناقلت الصحافة الجزائرية وتلك الموالية لجبهة البوليساريو، أمس السبت، صورة لزعيم الجبهة الانفصالية، إبراهيم غالي، وهو يصافح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على هامش الذكرى الخامسة والعشرين لتنظيم استفتاء تقرير المصير في تيمور الشرقية.
وأثارت الصورة جدلا واسعا، بسبب المكان الذي التُقطت فيه، حيث ظهر زعيم البوليساريو والأمين العام للأمم المتحدة بالقرب من سرير، مما يوحي بأن الصورة التُقطت داخل غرفة نوم بأحد الفنادق. وأشار العديد من النشطاء على مواقع التواصل، إلى أن غوتيريش بدا غير سعيد باللقاء.
وأضاف العديد من المهتمين بقضية الصحراء المغربية، أن الجزائر هي التي تقف وراء تلك الصورة، في إطار مساعيها الجارية لإيقاف نزيف الخسائر الدبلوماسية التي تتلقاها في الشهور الأخيرة، والتي تتمثل في تزايد الدعم لسيادة المغرب على الصحراء.
ويدعم هؤلاء تصريحاتهم، بكون أن تنقل زعيم البوليساريو إلى تيمور الشرقية كان على متن طائرة جزائرية، وأن الجزائر هي التي تُسهل تنقلات البوليساريو على المستوى الخارجي، ولا تستبعد أن تكون هي من دفعت بزعيم البوليساريو إلى التوجه إلى غرفة غوتيريش لالتقاط صورة معه.
وقال العديد من المهتمين بقضية الصحراء، إن هذه الصورة تشير إلى مرحلة اليأس التي وصلت إليها الجزائر في صراعها مع المغرب في قضية الصحراء، حيث أصبح أكبر همهما هو التقاط صورة لتحقيق ما تعتقد انتصارا دبلوماسيا، وإن كان بطريقة اعتبرها كثيرون بأنها “مثيرة للسخرية”.
وما يشير إلى أن لقاء غوتيريش بزعيم بالبوليساريو كان لقاء عرضيا لم يكن مخططا له، هو أن الموقع الرسمي للأمم المتحدة، لم يصدر أي بلاغ رسمي حول هذا اللقاء، مما يُعتبر بمثابة تطفل من جبهة البوليساريو على أجندات الأمين العام الأممي.
تأتي تحركات البوليساريو الأخيرة المدعومة من الجزائر، في وقت حقق المغرب انتصارا دبلوماسيا مدويا، يتمثل في إعلان فرنسا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل نزاع الصحراء، ولا سيما أن فرنسا تُعتبر عضوا دائما في مجلس الأمن وتملك حق النقض.
وتعيش الجزائر حاليا مرحلة يأس كبيرة، بعدما دخلت في أزمة سياسية وديبلوماسية مع فرنسا بسبب موقف باريس من الصحراء، وهو ما يُفسر تخبطها الأخير، وارتكابها العديد من الأخطاء الدبلوماسية.
تعليقات( 0 )