هاجم أحمد البوكيلي رئيس شعبة الدراسات الاسلامية بجامعة محمد الخامس، والباحث في قضايا الأسرة، الخطابات التي وصفها بـ”السياسوية التي تجعل من موضوع تعديل مدونة الأسرة خطابا سياسيا”، في إشارة إلى تصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران.
وجاء حديث البوكيلي في إطار مداخلته في ندوة حول موضوع “إصلاح مدونة الأسرة طريق نحو تأسيس أسرة متوازنة”، التي نظمتها منظمة نساء حزب التجمع الوطني للأحرار، مساء اليوم السبت بالرباط.
وأضاف البوكيلي في مداخلته أمام عدد من مسؤولي حزب التجمع الوطني للأحرار، الذين توسطوا حاضري الندوة، أن “هناك جهات تسعى لاستعمال نقاش التعديلات المقترحة في مشروع مدونة الأسرة، والركوب عليها لأغراض انتخابية، مشددا على ضرورة التصدي لكل المحاولات الخارجية التي تسعى لاقتحام النموذج المغربي”، وفق تعبيره.
![](https://safircom.com/wp-content/uploads/2025/02/بوكيلي-1024x768.jpeg)
وفي ذات السياق وصف محيي الدين حجاج عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ما سماها “البيانات التي أطلقتها بعض الجهات الخارجية اتحاد علماء المغرب العربي”، بأنها “بيانات ودعوات مغرضة بعيدة عن الواقع والنموذج المغربي في نقاش شأن مجتمعي تشرف عليه وتؤطره بشكل حكيم مؤسسة إمارة المؤمنين”.
ولم يفت المتدخل الفرصة لتوجيه الانتقادات لزعيم العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران بالإشارة ضمنيا إليه، من خلال اتهامه بالسعي “للتعبئة الحزبية والانتخابية”، باستعمال نقاش تعديلات مدونة الأسرة، والادعاء بتناول الموضوع من زاوية دينية، مشيرا إلى أن هذه الأطراف تكذب على الناس من خلال ترويج مغالطات غير موجودة أصلا بحكم أن مشروع مدونة الأسرة ليس موجودا بعد.
![](https://safircom.com/wp-content/uploads/2025/02/محيي-الدين-1024x768.jpeg)
أمينة بنخضرا رئيسة منظمة المرأة التجمعية، اعتبرت في كلمة افتتاحية للندوة أن الملك محمد السادس “دشن ثورة كبرى بتعديل مدونة الأسرة لسنة 2004، وتكريس المساواة بين الجنسين في دستور 2011″، مشيرة إلى أن مراجعة مدونة الأسرة “ليس مجرد تعديل قانوني بل يهدف إلى تعزيز العدالة الأسرية، وتعزيز دور المرأة وحماية حقوق الطفل، وفق مقاربة متوازنة تضمن الانسجام بين المرجعية الدينية والتطورات الحقوقية والاجتماعية”.
وأضافت المسؤولة في حزب الحمامة، أن اللحظة تاريخية لتكريس مكتسبات المرأة المغربية، وإعطاء دفعة قوية لبناء مجتمع أكثر عدالة وتكافؤ، مؤكدة على توجيهات الملك محمد السادس بشأن إصلاح يتم وفق مقاربة متزنة يحترم الشريعة الاسلامية، دون تحليل لما حرم الله وتحريم ما أحل الله، مع الاجتهاد المنفتح.
ومن جانبه قال سعيد بنمبارك المنسق الجهوي لحزب أخنوش في جهة الرباط -سلا -قنيطرة في ذات الندوة، على أن تنظيمها من طرف منظمة المرأة التجمعية يأتي في إطار المشاركة في النقاش المؤسساتي والمجتمعي حول مشروع تعديل مدونة الأسرة.
وأبرز بنمبارك بعض الأمثلة التي تفرض إجراء تعديلات على المدونة، معتبرا أن مدونة الأسرة لسنة 2004 كانت بمثابة ثورة حينها، غير أن بعض الأمور أصبح من الضروري تعديلها، لأن الزمن أظهر عيوبا فيها، مما يفرض علينا مباشرة عملية الاصلاح من جديد، على حد قوله.
وشرح أساتذة جامعيون ومحامون وحقوقيون آخرون في نفس الندوة، ما سموها “أعطاب مدونة الأسرة لسنة 2004″، وضرورات التعديل حتى تواكب طموحات المرأة المغربية ورهانات تحديث الدولة، حيث أبرز المتدخلون سياقات المشروع، والمبادرة الملكية المتفاعلة مع نبض الشارع المغربي، وأهمية مؤسسة إمارة المؤمنين في هذا المسار.