كشف الدكتور محمد خليل، رئيس جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، وطبيب الملك الحسن الثاني سابقا، عن جوانب غير معروفة لم يتم الكشف عنها من قبل لحياة الدكتور والسياسي والمقاوم عبد الكريم الخطيب.
وأوضح الدكتور محمد خليل، الفائز بجائزة ابن بطوطة للرحلة عن كتابه “هكذا عرفت الصين.. مشاهدة أول طالب مغربي بالصين”، وسفير شرفي في العلاقات المغربية الصينية، في حوار أجراه معه موقع سفيركم الإلكتروني، في إطار برنامج “حكامة“، الذي يقدمه الكاتب جمال بندحمان، أن علاقته بالدكتور عبد الكريم الخطيب هي علاقة أسرية منذ الصغر، أي منذ الوقت الذي كان فيه الخطيب رئيسا لجيش التحرير في المغرب.
وأبرز أنه كان مدافعا حقيقيا عن استقلال المغرب، حيث كان يجمع الأموال للمقاومة حين كان طالبا في فرنسا، وعندما أصبح أول طبيب جراح في الدار البيضاء في “ݣراج العلم’، كان يسخر مهنته لعلاج المقاومين.
وقال محمد خليل: “عندما يصاب المقاومون برصاص جيش الاحتلال، كانوا يتوجهون إلى الطبيب الخطيب من أجل تلقي العلاج، وأتذكر أن ‘الحوس’ ( أحمد الحوس مقاوم مغربي في جيش التحرير) كانت لديه علامة في وجهه كان معروفا بها عند المستعمر، فقدم إلى الدكتور الخطيب وأجرى له عملية تجميلية غيرت ملامحه”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن الخطيب كان حريصا على تقديم الدعم للدول الإفريقية الراغبة في الاستقلال، قائلا: “حين كان وزيرا للشؤون الإفريقية ساعد مجموعة من الدول الإفريقية على التحرر سواء بالمال أو السلاح وغيرها، من قبيل حركات المقاومة في جنوب إفريقيا وأنجولا وغيرها”.
وأردف خليل قائلا: “ما لا يعرفه الكثيرون أن المنظمة المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، قد تأسست في بيت الدكتور الخطيب، وهو نفس الأمر بالنسبة لحرب البوسنة والهرسك وأفغانستان، فكان دائما مع كل المنظمات التي تسعى إلى التحرر”، مشددا على أن الخطيب كانت لديه مبادئ ثابتة دافع عنها طول حياته، ويتعلق الأمر بـ”الإسلام، الملكية والوحدة الترابية والمغرب العربي”.
وفيما يتعلق بواقعة قيامه والمرحوم التيباري بوساطة صلح بين الدكتور عبد الكريم الخطيب والفقيه البصري خلال زيارتهم لليبيا، قال: “طبعا هذه الزيارة كانت من أجل التضامن مع ليبيا التي كانت تعاني من حصار الغرب بعد حادثة لوكربي (حادثة تفجير طائرة أميركية بأسكتلندا في سنة 1988، التي اتهمت ليبيا بتدبيرها)، وكان من المبرمج أن تستمر الزيارة لمدة ثلاثة أيام لكن بعد لقاء القذافي دامت لأسبوع كامل”.
وواصل قائلا: “في هذه الزيارة التقينا بمجموعة من الشخصيات المغربية، كالدكتور الخطيب، المحجوب أحرضان، وكان الفقيه البصري في الفندق الكبير، والدكتور الخطيب في فندق آخر”، مبرزا أن التباري هو من تقدم بمبادرة صلحهما في 1998، حيث قال لي: “تكلمت مع السيد البصري، لقد تغير وتخلى عن المعتقدات التي كان يؤمن بها وهو مستعد الآن للصلح مع الدكتور الخطيب”.
وأكد أن عملية الصلح كانت قد تمت بين الطرفين بوساطتهما، فطويت بينهما صفحة الخلاف، فذهبا بعدها معا في زيارة إلى القذافي، فبقي بينهما تواصل إلى حين وفاة الفقيه البصري، موضحا أن سبب الخلاف الذي كان بينهما يعود إلى قضية الملكية، حيث أن الفقيه البصري كان ثوريا ضد الملكية، بينما الدكتور الخطيب كان يدافع عنها.
تعليقات( 0 )