أعلنت وزارة التجهيز والماء عن اتخاذ إجراءات عاجلة إثر انهيار أرضي وقع على الطريق الوطنية رقم 16 الرابطة بين الجبهة والحسيمة، وذلك بـ”هدف ضمان سلامة مستعملي الطريق واستمرار حركة السير”.
وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها مساء الثلاثاء، أن تدخل مصالحها الإقليمية بشفشاون تركز على إبلاغ السلطات والمواطنين بانقطاع الطريق، ووضع علامات التشوير المناسبة، إضافة إلى التنسيق مع مصالح الدرك الملكي لتحويل حركة المرور نحو مسارات بديلة.
وأشار البلاغ إلى تعبئة 23 عنصرا بشريا، من مهندسين وتقنيين وسائقي آليات وعمال، إلى جانب تسع آليات، لإعداد مسار بديل محلي بجانب المقطع الطرقي المتضرر.
كما أكدت الوزارة أن مستعملي الطريق سيتم إشعارهم بفتح هذا المسار البديل فور إتمام الأشغال، مع الشروع في دراسة تقنية لإيجاد حل دائم لهذه المشكلة الجيوتقنية المعقدة.
غير أن مصادر خاصة لصحيفة “سفيركم” أكدت أن هذا المقطع الطرقي ظل يعاني من الإهمال لسنوات، حيث لم يكن هذا الانهيار الأول من نوعه في المنطقة.
فقد شهد المقطع، وفق المصادر، حوادث مماثلة نتيجة هشاشة التربة والطبيعة الجيولوجية الوعرة لسلسلة جبال الريف، عرضت المسافرين لمخاطر متكررة، خصوصا أن الطريق تتميز بالارتفاع والمنعرجات الخطرة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المنطقة تحتاج إلى تدخل جذري ومستدام بدلا من الحلول المؤقتة التي لا تضمن سلامة مستعملي الطريق على المدى الطويل.
وكان لافتا في بلاغ الوزارة حديثها عن عزمها “إعداد دراسة تقنية دقيقة تهدف إلى تقديم حل جذري ودائم لهذه المشكلة، يأخذ بعين الاعتبار الخصائص الجيوتقنية والجغرافية الصعبة للمنطقة، مسجلا أنه سيتم الإعلان عن طلب العروض لتنفيذ الأشغال اللازمة في أقرب وقت ممكن بمجرد الانتهاء من الدراسات”.
وتساءلت مصادرنا عن السبب الذي جعل هذه “الدراسات” تبقى حبيسة “التسويف”، رغم أن التشوه والإنجراف الذي شهده المقطع لم يكن مفاجئا كونه ظل لسنوات يقطع جزءا واسعا من الطريق، الأمر الذي كان يضطر معه السائقون إلى الإنحراف للجهة المقابلة لاستكمال طريقهم من وإلى الحسيمة عبر مركز الجبهة.
واستغربت ذات المصادر من تأجيل مديرية الوزارة بإقليم شفشاون إصلاح المقطع رغم ما يشكله من أهمية قصوى من الناحية السياحية، خصوصا في فصل الصيف، كونه الممر الرئيس لمغاربة العالم المنحدرين من المدن الريفية مثل الحسيمة والناظور والذين يستعملون هذه الطريق الساحلية في رحلاتهم من تطوان وطنجة إلى مدنهم وقراهم.