عمر زنيبر.. رجل الدولة الذي يحركه حب الوطن

عمر زنيبر.. رجل الدولة الذي يحركه حب دفين للوطن

عمر زنيبر، واحد من رجالات هذه المملكة، يحركه حب دفين للوطن، اختار درب الديبلوماسية الذي لا يقوى عليه الكثيرون، لكن طريقه لم يكن قصيرا أبدا، فالرحلة أخذت منه أزيد من 39 سنة ومازات مستمرة، وفي كل مرة كانت تتقاذفه مشيئة القدر من محطة لأخرى، كانت روحه تتشبع بشعاب هذا الدرب، وما لا يخفى عن الجميع أن كل يوم بالنسبة له هو حرب قائمة لحصد انتصارات جديدة لوطنه، التي كان آخرها فوز المغرب برئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، ليكون بذلك أول رئيس باسم المغرب يتقلد هذا المنصب.

وبالعودة إلى الماضي، فعمر زنيبر هو ابن مدينة سلا، من مواليد سنة 1956، رجل على مشارف السبعين، له مسار أكاديمي مشرف، حيث كان قد حصل في سنة 1983 على دبلوم الدراسات المعمقة في القانون الدولي العام، ليحصل فيما بعد أي في سنة 1996، على دكتوراه في القانون الدولي العام من جامعة باريس الثانية-بانيثون أساس في فرنسا.

كل هذه الشواهد العالية التي حصل عليها كانت كفيلة بأن تؤهله ليشتغل في وزارة الخارجية، حيث تدرج في مجموعة من المناصب المركزية بها، ليشغل خلال الفترة الممتدة من سنة 1996 إلى 1999 منصب رئيس شعبة الأمم المتحدة، ثم مديرا لإدارة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في وزارة الشؤون الخارجية المغربية بين 1999 إلى 2003.

وبالرجوع إلى الفترة ما بين 1989 و1996، فقد عمل عمر زنيبر كمستشار في البعثة الدائمة للمغرب لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف.

كل هذه التجارب في وزارة الخارجية فتحت أمامه الباب على مصراعيه ليتقلد مناصب ديبلوماسية خارجية، لتكون بداية هذا الدرب الجديد مع تعيينه خلال الفترة الممتدة من سنة 2003 و2004 إلى 2011 سفيرا للمغرب، في كل من النمسا، وسلوفاكيا وسلوفينيا.

وفي سنة 2011، كانت بداية هذه القصة الحقيقية، حيث عينه  الملك محمد السادس سفيرا للملكة المغربية في دولة ألمانيا، وهي الدولة التي وشحته في سنة 2018 بوسام “الصليب الأعظم من الفئة الأولى للخدمات الجليلة”، نظير تفانيه في العمل وعطائه الكبير.

وهذه الخبرة الكبيرة التي راكمها زنيبر، جعلت منه أفضل خيار لشغل منصب الممثل الدائم للمغرب بمجلس حقوق الإنسان، ليقرر الملك محمد السادس في سنة 2017، أن يعينه في هذا المنصب المذكور خلفا لمحمد أوجار.

وبعد فترة قاربت السنتين، بدأ صدى صوت زنيبر يصل إلى العالم، ليصبح شخصية عامة تسلط عليها الأضواء ويلتفت إليها الجميع، خاصة بعد مداخلاته القوية وكلماته الرصينة التي أرقت مضجع الكثيرين، ووقوفه شامخا صنديدا لصد مغالطات كان يروجها البعض عن المغرب.

وكثيرا ما تلقى مداخلاته في مجلس حقوق الإنسان، إشادات واسعة، كيف لا وهو من يترافع عن حقوق الإنسان في المغرب ويمثل بلده أحسن تمثيل، كما يقف كخصم عنيد أمام من يروجون لأكاذيب عن المملكة هدفها الأول والأخير المس بسمعتها الدولية.

ولعل أشهر مداخلاته، تلك التي قدمها في سنة 2021، والتي وصف فيها الاتهامات الجزائرية الباطلة للمغرب بـ”العداء المرضي”، حيث تجاوز فيها مداخلاته الشفهية المعتادة ليقدم تسجيل فيديو مدعم بأدلة مكتوبة تورط انفصاليي البوليساريو والنظام العسكري الجزائري في ارتكاب جرائم إنسانية وانتهاكات حقوقية في حق ساكنة تندوف.

وعاد يوم أمس الأربعاء، اسم عمر زنيبر ليتصدر من جديد حديث العالم والصحف، بعدما نال بشكل مستحق منصب أول رئيس باسم المغرب لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، وذلك بعد منافسة شرسة ومحتدمة مع جنوب إفريقيا التي كانت ترغب أيضا في الظفر بهذا المنصب، حصل فيها زنيبر على 30 صوتا من أصل 47، في مقابل حصول جنوب إفريقيا على 17 صوت.

مقالات ذات صلة

خمسي: طبقة الأوزون لا تزال معرضة للخطر بفعل التراخي في المراقبة

نشرة إنذارية: أمطار رعدية مرتقبة بهذه المناطق المغربية اليوم الإثنين

زخات مطرية وكتل ضبابية في عدد من المناطق بالمغرب يومه الإثنين

ترامب يُعلن كُرهه لمغنية “البوب” الأمريكية تايلور سويفت

مرة أخرى.. طائرة “لارام” تنجو من حادث خطير بعد اصطدام مع سرب للطيور

بيع عملات معدنية نادرة بملايين اليوروهات في مزاد

رعد وزخات مطرية مرتقبة اليوم الأحد

رئيس الجمعية السعودية للطهاة يؤكد تميز المطبخ المغربي بفضل التنوع الثقافي والجغرافي بالمملكة

تتويج المغرب بكأس إفريقيا لصناعة الحلويات

تعليقات( 0 )