عاش حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أمس الخميس، أجواء مشحونة خلال اجتماع حزبي، بمقره في “أحمد أمين” بمدينة فاس.
وفيما أكدت مصادر من الحاضرين ما سبق أن نشرناه بخصوص منع الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، من ترؤس اجتماع المجلس الإقليمي واللجنة التحضيرية للمؤتمر الإقليمي، بسبب توتر كبير بين جناحين داخل الحزب. تؤكد مصادر أخرى من الاتحاد، أن لشكر لم يتم منعه، بل انسحب أمام الفوضى الكبيرة التي عرفها مقر الحزب، ليعود بعد ذلك لترؤس الاجتماع مع من بقي من الحاضرين.
وأوضحت مصادر خاصة لموقع “سفيركم” الإلكتروني، أن سبب التوتر يرجع إلى وجود خلاف بين جناحين داخل التنظيم الحزبي بالإقليم، إذ أن الجناح الأول يقوده جواد شفيق، الكاتب الإقليمي الحالي وعضو المكتب السياسي، والذي يشغل هذا المنصب منذ عقد من الزمن.

أما الجناح الثاني فيقوده ياسر جوهر، رئيس مقاطعة فاس المدينة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الإقليمي، وهو ابن المناضل محمد جوهر، الكاتب الإقليمي السابق للحزب وأحد الوجوه التاريخية للحزب بفاس .
وأضافت المصادر ذاتها أن كلا الطرفين يطمح لتولي منصب الكاتب الإقليمي، مردفة أنه حين وصل موعد الاجتماع، حاول بعض الأشخاص، الذين وُصفوا بـ”الفيدورات”، منع إدريس لشكر من دخول مقر الحزب.
ورجحت أن يكون جواد شفيق من استقطبهم، في محاولة للسيطرة على الاجتماع ومنع أنصار ياسر جوهر من الحضور، بدعوى أنهم “بلطجية” ولا علاقة لهم بالحزب.
وواصلت أن هذا الوضع أثار استياء الكاتب الأول؛ إدريس لشكر، الذي غضب من جواد شفيق.
وأشارت نفس المصادر إلى أن جواد شفيق قد انسحب رفقة أنصاره من المكان، بينما بقي أنصار ياسر جوهر داخل القاعة، حيث عقد معهم إدريس لشكر اجتماعا قصيرا، انتهى بالإعلان عن تأجيل اجتماع المجلس الإقليمي واللجنة التحضيرية، في ظل انقسام واضح داخل الحزب بمدينة فاس.
ويذكر أن جواد شفيق كان من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها إدريس لشكر في التنظيم الحزبي، وكان يعد من المقربين الأوفياء لإدريس لشكر، قبل أن يختار هذا الأخير توجيه دفة المساندة نحو ياسر جوهر وتفضيله على جواد شفيق.
وعاين موقع “سفيركم” تدوينات مجموعة من أتباع جواد شفيق، على منصات التواصل الاجتماعي، عبروا فيها عن غضبهم مما جرى، واتهموا الكاتب الأول بعقد اجتماع مع “بلطجية وأشخاص لا علاقة لهم بالحزب”، في إشارة إلى أنصار ياسر جوهر.