موريال: عمر لبشيريت
يتحدث فتح الله ولعلو عن علاقته بمحمد اليارغي، الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي، بكثير من التقدير والاحترام، لكن مع جانب كبير، أيضا، من الاحتياط منه وعدم الثقة.
ويكشف فتح الله ولعلو، في مذكراته التي صدرت هذا الأسبوع عن المركز الثقافي للكتاب ببيروت في جزئين تحت عنوان “زمن مغربي.. مذكرات وقراءات”، وأعدها للنشر الصحافي والكاتب لحسن العسبي، أن اللقاء الأول الذي جمعه مع اليازغي بباريس، كان له تأثير كبير على هذه العلاقة. ويقول في هذا الصدد: “حين وصلت باريس سنة 1964، دعاني إلى مقهى أدبي، به موسيقى ومغنين، بإحدى أزقة سان جيرمان. كنت مناضلا بالحزب، لكنه حرص على استقطابي ترسيخا لانتمائي الحزبي. ومنذ ذلك اللقاء الأول بباريس، بقيت علاقتي بسي محمد اليازغي ذات طبيعة خاصة لم تتغير إلى اليوم”.
إقرأ أيضا: فتح الله ولعلو يتذكر (1): بوتفليقة كان يصف الحسن الثاني بـ”سِيدْنا”
ماذا وقع خلال هذا اللقاء، الذي سيطبع علاقة الرجلين؟ يقول فتح الله ولعلو، في مذكراته، :”منذ ذلك اللقاء الأول خُلِقَتْ معه مسافة إلى اليوم. والسبب أنه كان يريد أن أنخرط في تصوراته الجهازية التنظيمية، حيث اكتشفتُ فيه باكرا ثقافة التنظيم، وأنا عمليا لم أهتم كثيرا بها ولا قبلت أن أكون أداة فيها”.
ويزيد فتح الله ولعلو حول علاقته باليازغي منذ ذلك القاء: بقيت بيننا مسافة مصحوبة بعطف خاص، لكنها مسافة تَخلُقُ نوعا من قلة الثقة”. ويضبف أيضا:”وفي خضم كل النقاشات والصراعات التي شهدها الحزب سواء في السبعينات أوالثمانينات أوالتسعينات، فإن ما حدث من نتيجة في لقاءنا الأول بباريس ظل حاضرا بيننا. لقد اختلفنا، ومع احترامي الدائم له، فقد كنت مقتنعا أن ثقافته التنظيمية وتصوره لها، قد خلقت متاعب للإتحاد في ما بعد”.
ويحفظ فتح الله ولعلو تقديرا خاصا لليازغي، حيث يصفه في مذكراته قائلا: “أعتبره مناضلا صلبا وقويا جدا، ومن الوجوه التي أدت ثمنا باهظا من التزامها السياسي التقدمي الإتحادي، سواء في السجون أو أثناء تلقيه قنبلة الطرد الملغوم التي انفجرت بين يديه وكادت تودي بحياته. بالتالي، فدوره في الحزب أساسي، مثلما أن دوره في البرلمان كان نوعيا، ومتميزا، خاصة في ما يتعلق بتتبعه الدقيق لملف الصحراء المغربية وهو مرجع أساسي في هذا الباب.
إقرأ أيضا: فتح الله ولعلو يتذكر (2): منحت مؤسس “البوليساريو” 19/20 في الامتحان
غير أن لقاء باريس بين الرجلين طبع علاقتهما إلى الأبد، يقول في هذا الصدد: “لكنني رغم ذلك، بقيتُ أحرص على زيارته في مناسبات مختلفة وأعامله باحترام، وظل بالنسبة لي في نفس مرتبة عمر بنجلون. أحدهما له اهتمامات إيديولوجية فكرية سياسية والآخر له اهتمامات تنظيمية، إلى أن تباعدنا داخل الحزب ابتداء من سنة 2003”.
**مذكرات فتح الله ولعلو “زمن مغربي..مذكرات وقراءات” متوفرة بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط(المركز الثقافي للكتاب، صالة B جناح 46)، وسينضم غدا الخميس حفل توقيع بجناح المركز الثقافي للكتاب بحضور فتح الله ولعلو ولحسن العسبي الذي أعد المذكرات للنشر.
ملحوظة: هذه المذكرات التي تنفرد “سيفركم” بنشر أوراقها الحصرية، ستأتي في حلقات متتابعة