قصة اليوم هي قصة، فرانشيسكا ألبانيز، امرأة إيطالية وقفت في وجه الظلم، بتصريحاتها الجريئة ومواقفها الراسخة وخلفيتها الحقوقية والقانونية، حيث استطاعت أن تكون صوتا لمن لا صوت لهم، تصدح بقوة أمام الجور لتكشف عن المستور، وتدق ناقوس الخطر بشأن مصير شعب يعيش تحت وطأة القمع والاحتلال.
فرانشيسكا ألبانيز، الإيطالية المولد، نشأت في أسرة مهتمة بقيم العدالة والكرامة الإنسانية، بتصريحاتها الجريئة ومواقفها الراسخة، أصبحت رمزا للحقوق والعدالة على الساحة الدولية، عملت بصوت قوي لا يلين لكشف الحقائق، والدفاع عن المظلومين في وجه الظلم والقمع.
حصلت فرانشيسكا على شهادة القانون من جامعة بيزا الإيطالية، وأتبعتها بدرجة الماجستير في حقوق الإنسان من جامعة ساوس في لندن.
تعمل الآن تعمل على إتمام أطروحة الدكتوراه حول القانون الدولي للاجئين في جامعة أمستردام، ومن خلال عملها في وكالات أممية ومنظمات حقوقية، مثل وكالة “أونروا” وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اكتسبت خبرة واسعة مكنتها من تولي مناصب مهمة.
في عام 2022، تم تعيينها مقررة خاصة معنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتصبح واحدة من أبرز الأصوات الحقوقية في هذا الملف.
تُعرف ألبانيز بجرأتها في مواجهة التهديدات والضغوط، حيث سبق أن صرحت في مؤتمر صحفي بأنها تعرضت لتهديدات منذ تعيينها في المنصب، مؤكدة أنها لن تخضع لأي ضغط.
وتواصلت الحملات الإعلامية والسياسية ضدها، خصوصا من إسرائيل التي طالبت بإقالتها، لكن فرانشيسكا ظلت ثابتة، تصف الاحتلال الإسرائيلي بـ“النظام القمعي” وتدعو إلى عزل إسرائيل دوليا.
ولم تقتصر جهود ألبانيز على العمل الميداني، فقد أصدرت كتبا وتقارير متنوعة، من أبرزها كتاب “اللاجئون الفلسطينيون في القانون الدولي”، الذي يقدم تحليلا عميقا للحماية الدولية للاجئين الفلسطينيين، كما نشرت تقارير عن الوضع في فلسطين، مسلطة الضوء على التهجير القسري، وضرورة اتخاذ إجراءات دولية حاسمة.
وألقت فرانشيسكا محاضرات مؤثرة في جامعات مرموقة، كجامعة كولومبيا وجامعة SOAS بلندن، حيث فضحت فيها انتهاكات إسرائيل، ووصفت الحرب الإسرائيلية على غزة بأنها “إبادة جماعية” وطالبت بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، مستندة إلى نصوص القانون الدولي.
وفي تقريرها الصادر في مارس 2024 بعنوان “تشريح إبادة جماعية”، قدمت فرانشيسكا أدلة واضحة على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.
وأشارت إلى أن هذه الإبادة تمتد إلى تدمير البنية التحتية، وخلق ظروف معيشية تجعل من الصعب على الفلسطينيين البقاء في أرضهم؛ وقالت: “إذا لم يكن قتل 45 ألف فلسطيني وتدمير غزة إبادة جماعية، فما هو إذن؟”
وصرحت فرانشيسكا، في أبريل 2024، في مؤتمر صحفي عقد بالبرلمان الأوروبي، بأن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة، ودعت إلى تعليق عضويتها في الأمم المتحدة، وأوصت بتطبيق العقوبات على إسرائيل على غرار ما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
كما انتقدت في محاضراتها الدعم الأمريكي والبريطاني لإسرائيل، ووصفت ذلك بالتواطؤ في الجرائم المرتكبة؛ وقالت: “التاريخ سيحكم على أولئك الذين صمتوا أو دعموا هذه الجرائم”، وفي لقاء صحفي آخر، أكدت أن الإعلام الغربي يعمل على “تطبيع الإبادة الجماعية” من خلال تجنب تسميتها بمسماها الحقيقي.
وتُسخر فرانشيسكا حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة منصة “إكس”، للدفاع عن القضية الفلسطينية، وكتبت في أحد منشوراتها: “استيقظي أيتها الإنسانية!”، داعية المجتمع الدولي للتحرك لوقف الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين.