قامت السلطات الخاصة بمكافحة الإرهاب في فرنسا، يوم أمس الأربعاء، بإلقاء القبض على قاصر لا يتجاوز عمره الـ16 سنة، بعدما كشف عن أمله في الموت كـ”شهيد”، حيث أعلن أنه يعتزم صنع حزام ناسف لتفجيره في دورة ألعاب أولمبياد باريس 2024.
وكشفت تقارير إعلامية فرنسية، أن قرار إلقاء القبض على الفتى القاصر، جاء بحسب مصادر من الشرطة الفرنسية، بعد نشره تدوينة في وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن من خلالها أنه يخطط لصنع حزام ناسف، وبالتالي الموت كـ”شهيد”، مؤكدة أن السلطات في طور التحقيق للتأكد من نواياه ولتحديد ظروف وملابسات هذه القضية، واكتشاف ما إن كان يقف خلفه تنظيم إرهابي معين.
وخلقت هذه الواقعة جدلا واسعا في المجتمع الفرنسي، لا سيما وأن سن الطفل القاصر لا يتناسب أبدا مع أفكاره ومع ما قاله في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتقد العديد من المواطنين والناشطين الحقوقيين استغلال الأطفال القاصرين من قبل الإرهابيين وإشباعهم بأفكار متطرفة، تهددهم وتهدد مستقبلهم وأمن وسلامة المجتمع بصفة عامة.
وتأتي هذه الواقعة في وقت تشدد فيه فرنسا قوانينها الأمنية، استعدادا لأولمبياد باريس 2024، وخاصة في فترة يرتفع فيها مستوى التهديدات الإرهابية، وذلك في ظل ما يشهده العالم العربي من توترات بسبب القضية الفلسطينية، والحرب الروسية الأوكرانية، والسخط الكبير الذي تكنه مجموعة من التنظيمات المتطرفة للدول الغربية بسبب كيفية تعاملها مع إسرائيل.
وفي هذا الصدد، أكد وزير الداخلية جيرالد دارمانان، أن فرنسا حريصة جدا على مرور هذه المناسبة في ظروف يطبعها السلم والأمان، حيث سيجري تعبئة 35 ألف عنصر أمني يوم الافتتاح، في الوقت الذي سيكون فيه 10 آلاف جندي آخرين في الميدان، ناهيك عن الاستعانة بحراس الأمن الخاص.
وكانت فرنسا قد رفعت حالة التأهب الأمني إلى أعلى مستوى، على خلفية الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو،حيث قال رئيس الوزراء، غابرييل أتال آنذاك إن “تبني هجوم موسكو أتى من تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان. وهذا التنظيم يهدد فرنسا وهو ضالع في العديد من خطط الهجوم المحبطة مؤخرا في العديد من الدول الأوروبية، من بينها ألمانيا وفرنسا”.
وتجدر الإشارة إلى أن دارمانان قد أكد بعد عودته إلى فرنسا عقب الزيارة التي قام بها إلى الرباط، والتي اجتمع فيها مع وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، أن المغرب سيقدم المساعدة للسلطات الفرنسية في تأمين دورة الألعاب الأولمبية 2024، إذ أنه انضم إلى الدول الخمسين التي وافقت على تقديم المساعدة الأمنية، حيث قال دارمانان أنه “بدون الاستخبارات المغربية ستكون فرص تعرض فرنسا لتهديدات إرهابية كبيرة جدا”.
تعليقات( 0 )