فسر محمد الطيار، وهو خبير عسكري، تشكيل فريق عمل لتقييم خطر المغرب على إسبانيا، على أنه محاولة لإظهار رمزية المؤسسة العسكرية بصفتها الساهرة على حماية إسبانيا، كما أن هذه الخطوة تعكس الخلاف بين الحكومة الإسبانية بقيادة بيدرو سانشيز، ورئيس القوات المسلحة الإسبانية.
وأوضح الخبير العسكري، محمد الطيار، في تصريح قدمه لموقع “سفيركم” الإلكتروني، أن الإعلان عن تشكيل مجموعة عمل لتقييم الخطر الذي يشكله المغرب على إسبانيا، وفق ما ذكرته صحيفة “ABC” الإسبانية، يحتمل أمرين، أولهما؛ طمأنة الشارع الإسباني، بأن المؤسسة العسكرية ساهرة على حماية إسبانيا، مبرزا أن تشكيل هذه اللجان يدخل في صميم العمل الاستخباراتي، الذي غالبا ما تطبعه السرية في العادة.
وأردف الطيار قائلا: “لا يجب ننسى أن تشكيل هكذا لجان يدخل في صميم العمل الاستخباراتي، وفي العادة لا يتم الإعلان عنه وتغطيه السرية التامة، لأنه يدخل في أدبيات هذه المؤسسة”، لافتا إلى أنه رسالة بأن قيادة الجيش تأخد بزمام الأمور، خاصة وأن الساحة السياسية تشهد في السنوات الأربعة الأخيرة هواجس أمنية جد مرتفعة”.
وأضاف أن إسبانيا تراقب عن كثب منسوب التسلح المغربي وتطور الترسانة العسكرية المغربية، وكذا المبادرات السياسية والاستراتيجية التي يتخذها المغرب، لا سيما مع وجود ملفات ما تزال عالقة بين البلدين، وعلى رأسها ملف سبتة ومليلية، مضيفا أن المجتمع الإسباني يطالب تارة الدول الأوروبية بمساندة إسبانيا في أي حرب ضد المغرب، وتارة أخرى يطالب بتدخل الناتو.
أما التفسير الثاني، فقد ذكر الطيار أنه يبرز نوعا من الخلاف بين المؤسسة العسكرية وحكومة بيدرو سانشير، قائلا إنه “يؤكد مرة أخرى على أن ما تم ترويجه من تجميد قسم الأمن الوطني الذي كان تابعا مباشرة لرئيس الوزارء، والذي كان مخصصا للمغرب، بسبب قرار سياسي هو قرار غير موفق، لذلك رغم التصريحات المتداولة بأن المغرب لا يشكل تهديدا لإسبانيا، نجد خلاف ذلك من خلال النقاش السياسي وما يتناوله الإعلام الإسباني”.
واعتبر الطيار أن تسريب هذا الخبر من قبل الصحيفة الإسبانية، هو بمثابة رسالة موجهة إلى المغرب بأن الجيش مستعد لأي تطور يمكن أن تتخذه المملكة، ويرمز أيضا إلى أن أنشطة المغرب داخل إسبانيا وخارجها تحظى باهتمام كبير من قبل المؤسسة العسكرية الإسبانية.
وفي هذا الصدد، خلص بالقول: “إن تسريب هذا الخبر من طرف الصحيفة الإسبانية، يعني كذلك أنه رسالة موجهة إلى المغرب، رغم العلاقات الوطيدة التي تجمع الحكومة الإسبانية بنظيرتها المغربية من الناحية السياسية، ومختلف التصريحات سواء من طرف الوزير الخارجية الإسباني أو غيره، إلا أن الجيش يريد أن يقدم نفسه على أنه على أهبة الاستعداد لأي تطورات يمكن أن يقدم عليها المغرب، وأنه يعطي أهمية كبيرة جدا لأنشطة المغرب سواء داخل إسبانيا أو خارجها”.