يجري فريق طبي هولندي، يتكون من 21 طبيب مختص، من مؤسسة “قلب” الهولندية، عمليات جراحية مجانية في المغرب، للأطفال الذين يعانون من أمراض القلب.
وأوضحت صحيفة “NRC” الهولندية، في تقرير نشرته يوم أمس، أن الفريق الهولندي يقود هذه البادرة الإنسانية، لإجراء عمليات جراحية مجانية للأطفال المغاربة المصابين بأمراض القلب، خاصة في المناطق التي تفتقر للرعاية الصحية اللازمة.
وأضافت أن مؤسسة “قلب”، تأسست في سنة 2023 بمبادرة من نجيب بن عياد، أخصائي في جراحة القلب، إلى جانب زملائه سليمان المطهري ونبيل سوتي وصديقه محمد كريم.
وواصل المصدر ذاته أن هذه المؤسسة تسعى إلى تقديم عمليات جراحية مجانية للأطفال المحتاجين، وتدريب الأطباء المحليين، وكذا تعزيز الوعي بالأمراض القلبية في المغرب.
وأشار المصدر ذاته أن الفريق الطبي، الذي ضم 21 متخصصا بقيادة جراحي القلب بيتر فان دير ووستيغن وبيتر دي يونغ من مركز إيراسموس الطبي في هولندا، تمكن من إجراء 5 عمليات جراحية ناجحة.
وفحص الفريق حوالي 26 طفلا من أجل تحديد الحالات التي تحتاج إلى تدخل جراحي في المستقبل، وذلك ضمن خطتها لتنفيذ جولة طبية جديدة في مدن مغربية أخرى في هذه السنة 2025.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه البادرة الإنسانية، تأتي في وقت تكلف فيه عملية القلب الواحدة في المغرب، ما بين 12,000 و15,000 يورو، أي ما بين 124,245.60 و 155,307.00 درهم مغربي.
وأكدت أن تكلفة عمليات القلب الجراحية باهظة، وتفوق قدرة الكثير من الأسر المغربية، موضحة أنه رغم إلزامية التأمين الصحي في البلاد، إلا أن العديد من العائلات ما زالت تواجه صعوبات كبيرة بسبب تعقيد الإجراءات وارتفاع التكاليف.
وصرح نجيب بن عياد، مؤسس مؤسسة “قلب” الهولندية : “في المغرب، هناك نقص حاد في جراحي عمليات القلب للأطفال، إذ لا يوجد سوى ثلاثة متخصصين فقط لخدمة أكثر من 35 مليون نسمة، ما يؤدي إلى وفاة العديد من الأطفال بسبب عدم القدرة على الحصول على العلاج المناسب.
وأضاف: “من الصعب عدم التأثر عندما ترى أطفالا يعانون، بعضهم يشبه إخوتي وأقاربي، كانت التجربة مؤلمة لكننا عازمون على مواصلة عملنا لإنقاذ المزيد من الأرواح”.
وأوردت الصحيفة قصة محمد الدوي، وهو شاب يبلغ من العمر 18 سنة، عانى طويلا من آلام في صدره بسبب الربو وعدم قدرته على تحمل تكاليف العلاج، إلا أن تدخل الفريق الطبي الهولندي منحه الأمل بعد أن أجريت له العملية الجراحية مجانا.
كما أبرزت قصة رضيع مغربي يعاني مع مرض القلب، ولا يتجاوز ستة أشهر، أثرت كثيرا في الفريق الطبي، إذ نقله والديه من مدينة تطوان إلى الدار البيضاء، حيث وصل في حالة حرجة عجز فيها الأطباء عن إنقاذه.