توقعت وكالة “فيتش سوليوشنز” الدولية للتصنيف الائتماني، أن يعرف القطاع السياحي في المغرب توسعا مهما عام 2024، مستفيدا من قدرة السوق على الانتعاش إلى مستويات وصولها قبل الجائحة (2019) في عام 2023.
وعلى المدى المتوسط (2024-2028)، ذكرت الوكالة في بحث لها اطلع عليه منبر “سفيركم”، أن القطاع سيعتمد على نمو بنسبة 4.4% سنويًا وفق الخريطة الاستراتيجية السياحية للحكومة للفترة 2023-2026.
وكشفت المؤسسة في بحثها مع شركة BMI المتخصصة، أن ينمو عدد القادمين المغرب بنسبة 6.2% سنويًا في عام 2024 ليصل إلى 15.4 مليون زائر.
وأشارت المؤسسة الدولية إلى أن الرقم الأخير (15.4) مختلف عن توقعاتها السابقة لعام 2024 التي كانت 13.0 مليون واصل للمملكة.
ويمثل الرقم وفق نفس المصدر، زيادة بنسبة 112.1% عن مستوى ما قبل الجائحة (2019) ما يفوق بكثير توقعاتها لعام 2023، حيث كان من المتوقع أن يستقبل المغرب 11.0 مليون سائح خلال العام الماضي.
وكان من المتوقع في البداية لدى وكالة “فيتش” أن يتجاوز عدد السائحين الواصلين المغرب لعام 2023 مستوى ما قبل الجائحة في عام 2019، ولكنها قامت كما يذكر تقريرها، بتخفيض التوقعات خلال فترة ما بعد الزلزال الذي بلغت شدته 6.8 درجة وضرب سلسلة جبال الأطلس الكبيرة بالقرب من مراكش في سبتمبر 2023، مما أسفر عن وفاة 2900 شخص، لظنها أن آثاره ستأثر بشكل سلبي على عدد القادمين خلال الأشهر الثلاثة المتبقية من العام، بناءً على الافتراض أن سياح الأسواق الرئيسة ستبتعد ولن تزيد من الضغط الذي كان المغرب تحته لمواجهة آثار الزلزال.
وأبرزت الوكالة في تقريرها، أنها تتوقع وصول نحو 17.0 مليون في عام 2026 للمغرب، رقم أقل بقليل من الهدف الحكومي المستهدف البالغ 17.5 مليون وصول بحلول عام 2026، تضيف الوكالة.
ومع ذلك، ترى الوكالة أن عدد القادمين المملكة سيصل إلى 17.6 مليون في عام 2027، بينما في العام 2028، تتوقع أن يصل الرقم إلى 18.0 مليون.
وتأتي “المخاطر الإيجابية” لتوقعات الوكالة، على حد تعبيرها، من التركيز المشدد للحكومة على تطوير وتوسيع العرض السياحي في المغرب، حيث يعتبر القطاع مولدًا حيويًا للإيرادات للسوق.
وأكدت أن الطلب على السفر إلى المغرب سيظل قويًا، حتى مع وجود مخاطر قصيرة الأجل تنبني على توقعات بوصول أقل للمغرب نتيجة لضعف النمو الاقتصادي في أوروبا في عام 2024، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة وشروط الائتمان الأكثر صرامة، مما يدفع المستهلكين إلى تقليل حجم السفر والتركيز على السفر قصير المدى.
وخلصت الوكالة إلى أنها ورغم ما سبق، يعتبر المغرب وجهة سفر ميسورة التكلفة نسبيًا وسيظل جاذبًا للمستهلكين الذين يهتمون بالعروض الاستهلاكية في المملكة.
علاوة على ذلك، هناك شركات طيران منخفضة التكلفة تحلق مباشرة بين المغرب وأسواقه الرئيسية في أوروبا مما يقلل من تكلفة وزمن السفر.
وأضافت في ذات السياق، أن الأسواق الأوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة وهولندا تشكل الحصة الأكبر في جنسيات سياح المغرب.
وتعتبر مراكش وأكادير وجهات شهيرة، تضيف الوكالة، خاصة خلال فصل الشتاء للمسافرين من منطقة أوروبا الساعين قضاء عطلة شتوية على الشاطئ.
المغرب أيضًا، تبرز الوكالة، وجهة شهيرة للمسافرين من الأسواق الشرق أوسطية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الذين يسعون لتجارب سياحية فاخرة ومريحة.
تعليقات( 0 )