باتت السينما المغربية تعرف تطورا على مستوى الإنتاج والتنوع في المواضيع التي تعالجها الأفلام سواء الطويلة أو القصيرة، حيث عرفت تحسنا بالآونة الأخيرة، ورغم ذلك ما تزال تطرح عدة إشكالات التي تحتاج لحلول من أجل السير قدما بهذا الفن السابع.
وفي هذا الإطار، قال الناقذ السينمائي عامر الشرقي في حديث لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، إن وضع السينما المغربية اليوم لا يمكن أن ننكر بأنها أحسن وضع من الماضي القريب.
وأضاف بأن “أحسن وضع أقولها هنا بنسبية”، فهي أحسن وضعا في بعض المناحي ولكن هناك جوانب أخرى تحتاج إلى الانتباه إلى التطوير والتفكير والاقتراح وإلى العمل الجاد.
وأوضح بأن السينما اليوم من جانب الإنتاج “أقول إنه إنتاجيا لا بأس بنا فنحن نتصدر تقريبا القارة الافريقية حيث أننا ننتج ما بين 25 و30 فيلم طويل سنويا وهو مهم”.
وتابع الشرقي “بالنسبة لنا كمتتبعين منذ زمن معين للسينما المغربية فمنذ أمد ليس بالبعيد لم نكن ننتج أكثر من فيلمين في السنة، ولأن الانتاج مهم، يجب ألا نغفل على أن السينما هي منظومة متكاملة يتداخل فيها العديد من العناصر” معتبرا أن الانتاج يحتاج إلى كتابة وإلى تسويق وقاعات سينمائية ويحتاج إلى مواكبة نقدية فالانتاج وحده في المنظومة لا يمكن أن يسير بالسينما المغربية إلى الآفاق المرجوة من طرف الفاعلين والمقررين في المجال” مؤكدا على أنه يجب الانتباه إلى العناصر الأخرى المؤسسة للسينما.
هل تساهم السينما في الثقافة؟
أكد الشرقي عامر على أن السينما تساهم في الثقافة، فهي بشكل نظري جزء لا يتجزأ من الثقافة فهي مكون أساسي للثقافة، “هي ثقافة بصرية لكنها محور أساسي داعم لكل الثقافات”.
وواصل في حديثه على أن السينما داعم لللمسرح وللكتابة الروائية “وأتحدث هنا عن الاقتباس” وهي داعمة للموسيقى أيضا ولكل المجالات الابداعية وتجمع فيما بينها وهذا أمر مهم.
وشدد عامر على أن السينما اليوم في مشهدنا الثقافي ضرورة ملحة، ف”اليوم نحتاج إلى السينما كما نحتاج إلى الأشكال الإبداعية الأخرى لأن المجتمع ينبني ليس فقط على المقومات التقليدية وإنما على الثقافة والفنون المهمة في كل المجتمعات”.
الجرأة في السينما هل هي ضرورية؟
تساءل الناقد السينما عامر الشرقي قائلا “عن أي جرأة يجب أن نتحدث هل بمعنى أن نظهر جزءا معينا من جسد المرأة أو الرجل أم أن نظهر مشهد قبلة على الشاشة؟”.
واسترسل المتحدث ذاته على أن هذه المسألة يجب أن نتجاوزها ، فإذا كانت تلك “القبلة أو ذاك الجزء من الجسد خادما للفيلم وللسرد ولجمالية المنتوج الفني فلا داعي لإثارة أي كلام حول هذا الموضوع” يضيف الشرقي.
ورأى على أن هذا يثير مشكلة المجتمعات الشرقية مع الصورة، ف”نحن نقبل أن نتحدث عن القبلة في الشعر وفي الرواية وفي جميع الكتب وحتى في بعض الأشكال الإبداعية مثل الملحون في قصائده التي نجد بها وصفا دقيقا لجسد المرأة ولا من يثير تساؤلا”، مضيفا أنه حين نتحول إلى المرئي تصبح هناك جميع “وسائل الرقابة والمنع متاحة وجميع الضربات مقبولة”.
وبيّن على أن الجرأة لا يجب أن تبقى هاجسا عند المغاربة، ولكن يجب الحديث عن جرأة أخرى عن جرأة إثارة المشاكل المجتمعية وطرحها وفتح نقاشات كبيرة حول العديد من المواضيع.
وختم قوله أن هذه هي الجرأة التي نحتاجها في السينما المغربية “جرأة تتناول المواضيع الكبرى وتناقشها بعمق وتجد حلولا لها” مستدركا أنه لا يجب أن ننسى معطى معين وهو أن السينمائي أولا وأخيرا يجب أن “تبدع لنا فيلما جميلا وهذا هو المبتغى وأن يطرح من خلاله مايشاء من القضايا بخلفيات فكرية ومجتمعية ومرجعيات محددة”.