قررت فرق المعارضة بمجلس النواب التقدم بملتمس رقابة في مواجهة حكومة عزيز أخنوش، يهدف إلى تصويت البرلمان على سحب الثقة من الحكومة وإسقاطها، في حال نال دعم الأغلبية المطلقة من الأعضاء الذين يتألف منهم مجلس النواب. غير أن خطوات تفعيل هذا الإجراء لا تزال تعرف تباطؤًا كبيرا.
وكان من المفترض أن تتم مباشرة عملية جمع التوقيعات الكافية لأجل تقديم الملتمس رسميا إلى مكتب مجلس النواب، إلا أن العملية توقفت بسبب سفر رؤساء فرق المعارضة إلى نشاط برلماني في موريتانيا الأسبوع الماضي. غير أن استمرار التكتم على مصير الملتمس يطرح سؤالًا: أين وصل ملتمس الرقابة؟ ولماذا غاب الحديث عنه؟
وحسب بعض التقارير الإعلامية، ومصادر من داخل بيت المعارضة، فإن خلافات شكلية أخّرت ولا تزال تؤخّر تقديم الملتمس، من بينها تحديد الفريق والنائب الذي سيتقدّم بالمقترح باسمه إلى مكتب المجلس، إضافة إلى خطوات شكلية أخرى لا تزال عالقة.
وفي هذا السياق، قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية: “إن حزب التقدم والاشتراكية لا يهمه أو لا يشترط أن يكون هو من يتقدم بالمقترح، بقدر ما يهمه أن يُطرح هذا الملتمس ليكون فرصة أساسية لمحاسبة الحكومة على رصيدها، الذي يعتبره الحزب رصيدًا فاشلًا”، متمنيًا “أن تترفع مكونات المعارضة عن بعض الاعتبارات الثانوية التي لا ترقى إلى أهمية هذا الملتمس”.
وأضاف بنعبد الله، في تصريح لموقع “سفيركم”، أن حزبه “يسعى لتوفير كافة الشروط المناسبة لذلك، وتجميع كافة الزوايا التي تريد مكونات المعارضة أن تطرحها، سواء شكليًا أو مضمونيًا، بما في ذلك بعض المراحل التي يتعيّن التغلب عليها، والمرتبطة بالشكليات التي يجب احترامها لتقديم هذا الملتمس على مستوى مجلس النواب”.
وشدد زعيم حزب الكتاب على أن الحزب يعلم أنه لا يمكن إسقاط الحكومة بملتمس الرقابة، وليس ذلك هو الهدف من طرحه في العمق، بقدر ما يسعى إلى أن يكون تقديم الملتمس لحظة سياسية كبيرة، ليس فقط مع مكونات البرلمان، بل مع الشعب المغربي بمختلف فئاته، لنقول كلمتنا في هذا الرصيد وندافع الحكومة”.
من جانبه، قال عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، إن “الملتمس لا يزال يراوح مكانه، ولا جديد بخصوصه”.
ورفض بوانو، في تصريح لموقع “سفيركم”، أن يقدم مزيدًا من التفاصيل حول أسباب عدم التقدم في إجراءات تقديم ملتمس الرقابة، مشددًا على أن الأمور لا تزال تراوح مكانها دون أي تقدم يُذكر.