احتضن معهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس، فعاليات “قمة نساء إفريقيا 2025″، المنظمة من قبل المفوضية العليا للمغتربين الأفارقة في فرنسا، بهدف تكريم النساء الإفريقيات المتميزات في مختلف مجالات الحياة، وتسليط الضوء على إنجازاتهن وقصص كفاحهن، والتأكيد على دورهن القيادي في بناء مجتمعات أكثر عدلا وتقدما.
وأوضحت رشيدة كعوطي، رئيسة المفوضية العليا للمغتربين الأفارقة في فرنسا، في تصريح لموقع “سفيركم” الإلكتروني، أن هذه القمة جاءت لتكريم النساء اللواتي حققن إنجازات استثنائية في صمت، حيث قالت: “إن هذا اللقاء يشكل فرصة لتسليط الضوء على نماذج نسائية ملهمة، تفتح آفاق الأمل وتبعث على الإلهام، خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يعتقدن أن بيئتهن أو ظروفهن قد تمنعهن من تحقيق أحلامهن”.
وشددت كعوطي على أن المفوضية ملتزمة بدعم النساء اللواتي يساهمن في إحداث تغيير إيجابي ويعملن على بناء عالم يسوده السلام والطموح، مؤكدة أن مهمتها تكمن في إبراز هؤلاء النساء اللواتي يصنعن الفرق يوميا.
وأضافت قائلة: “نحن بحاجة إلى تسليط الضوء على هذه النماذج النسائية التي تحرك العالم وتجعل منه فضاءً للسلام والطموح. فالمرأة، بإرادتها وإصرارها، قادرة على تحويل الحلم إلى حقيقة، خاصة إذا ساندها رجال يؤمنون بقدراتها”. واستطردت: “علينا أن نواصل الحلم، فبفضل عزيمة النساء وإصرارهن، يمكننا صناعة عالم يليق بطموحاتنا جميعا”.
ومن جانبها، أبرزت بشرى بياض، إحدى المقاولات المشاركات في الحدث، أن هذه النسخة الأولى من القمة جمعت حوالي 200 مشاركة، وركزت على إبراز قصص نساء تميزن في مجالات مختلفة، سواء في عالم الأعمال أو في العمل الاجتماعي والإنساني.
وأردفت أن القمة، التي نظمت تحت رعاية سائق السيارات الشهير كريستيان إيبونغ، “منحت لهؤلاء النساء مساحة لعرض تجاربهن، بما في ذلك النجاحات والإخفاقات، بهدف إلهام أخريات للسير على درب التميز والريادة”.
وبدورها، عبرت المحامية والفاعلة الجمعوية كاندي إيسرو عن سعادتها بالمشاركة في هذه الفعالية، مؤكدة أن المرأة ركيزة أساسية في المجتمع المدني، وقادرة على قيادة المعارك الاجتماعية بروح جماعية دون إقصاء لأي طرف، بما في ذلك الرجال، حيث قالت: “نحن هنا لنعترف بشجاعة هؤلاء النساء وطموحهن، إذ يشكلن مصدر قوة حقيقية للتغيير”.
أما سوزان النقاش، الصيدلانية والفاعلة الجمعوية، فقد شددت على أهمية الانفتاح الثقافي، مؤكدة أن بقاء الإنسان منغلقا داخل مجتمعه يحد من تطوره، حيث قالت: “التنوع هو ثروة حقيقية. لقد جئت إلى هنا بدعوة من دنيا أفيدا، لأجدد التأكيد على أهمية العمل مع نساء مختلفات، نتبادل معا الخبرات والثقافات، مما يغني تجربتنا الإنسانية”.
وأعربت الجمعوية ماغط ديكوفووكي عن سعادتها الكبيرة بتكريمها، قائلة: “لطالما كنت في الكواليس أكرم النساء الأخريات، واليوم جاء دوري بفضل عمل سنوات طويلة”. واستطردت أن هذا التكريم رسالة تحفيزية للاستمرار والمضي قدما، مضيفة: “من الآن وحتى السنوات المقبلة، حان الوقت للانطلاق بثقة نحو مزيد من الإنجازات”.
فيما أكدت دنيا أفيدا، المستشارة في مجال تدريب النساء، أن القيادة النسائية ليست فطرية، بل مهارة مكتسبة، قائلة: “أن تكوني امرأة ناجحة وقائدة أمر يتطلب تعلما دائما”، كما لفتت إلى أن مثل هذه الفعاليات تكرّس قيم الأخوة والتضامن، داعية إلى تعزيز حضور المرأة في مراكز القيادة سواء في إفريقيا أو أوروبا.
أما فانطا بيوليفيك، الناشطة الجمعوية، فقد أكدت التزامها بدعم كل المبادرات التي تنظمها المفوضية العليا للجاليات الإفريقية بفرنسا، مشيرة إلى أهمية هذا الحدث الذي “يجمع النساء الإفريقيات الملهمات، ويعزز روح التضامن والتعاون، بما ينسجم مع التزامات الأمم المتحدة لصالح المرأة”.