استنكرت القنصلية العامة في فيليمومبل قرار محمد غنابالي، عمدة “سان دوني” بضواحي العاصمة الفرنسية باريس، الذي أقدم على إغلاق جناح المغرب، المتواجد في منطقة المشجعين المغاربة بـ“محطة إفريقيا”، بالقرب من القرية الأولمبية، على خلفية شكر الفنانة سعيدة شرف، يوم الخميس، للرئيس الفرنسي بعد تصريحاته الأخيرة بشأن الصحراء المغربية.
وجاء في بلاغ صادر عن القنصلية العامة للمغرب في فيليمومبل، أنها تدين بشدة هذا القرار، الذي حرم المغرب والجالية المغربية في المنطقة من فرصة الاستمتاع بهذه الاحتفالية المهمة للقارة الإفريقية خلال أولمبياد باريس، ومن التمتع بتمثيل جماهيري عادل على غرار الدول العشرين الأخرى من أصل 54 دولة في القارة، تمتلك جناحا في الموقع.
ووصفت القنصلية المغربية في بلاغها هذا الإلغاء بـ”الأحادي والاعتباطي”، الذي تم الإعلان عنه في بيان لمدينة سان دوني، ما يثير تساؤلات جدية حول دوافع العمدة ومدى احترامه للالتزامات المتخذة، خصوصا وأن العديد من أعضاء المجلس البلدي أعلنوا عن معارضتهم لهذا القرار وأبدوا تضامنهم الكامل مع المغرب.
وأكدت القنصلية أن “التعبير العفوي عن رأي الفنانة سعيدة شرف لا يمثل تسييسا للألعاب ولا عقبة أمام الالتزام بالحياد، ولا حتى عائقا أمام التفاهم بين الدول، بل على العكس، يعكس حرية فنانة مغربية من الأقاليم الجنوبية في التعبير عن رأيها، التي أبرزت بشكل عفوي حقيقة تهم فرنسا والفرنسيين بروح من الصداقة والود الذي أشاد به الجمهور نفسه”.
وشددت القنصلية على أن رد فعل العمدة المؤسف هو الذي أدخل بعدا سياسيا غير ملائما، من خلال اتخاذ تدابير لقمع وتهميش آراء الفنانة، مستغلا هذه الواقعة، في الوقت الذي كان من المفترض أن يكون مركزا على الاحتفال الرياضي والثقافي.
وواصل بلاغ القنصلية: “بالإضافة إلى إظهار تراجع كبير في تقدير الجهود المبذولة من قبل الفرق المغربية في التحضير لحدث بهذا الحجم، فإن قرار العمدة يقوض الغنى والتنوع الذي تحتفي به روح الألعاب الأولمبية. هذا يعكس معاملة غير عادلة وتمييزية، تتعارض مع مبادئ الوحدة والأخوة التي تسعى محطة إفريقيا لتعزيزها والتي يجب على العمدة الحفاظ عليها”.
وعبرت القنصلية العامة للمملكة المغربية في فيليمومبل، بالنظر إلى العديد من الإشارات الخاصة بالجزائر في البيان، عن أملها في أن تكون نزاهة قرار العمدة غير متأثرة باعتبارات شخصية أو روابط عائلية معروفة أو قرب سياسي لم يخفيه أبدا، مؤكدة أن هذه الواقعة تتعلق بمصداقية التظاهرة، وثقة الأطراف المعنية، واحترام التنوع والشمولية والتعاون.
ووجهت القنصلية العامة تحيتها للجالية المغربية التي أظهرت مبادئ الانضباط والاحترام، والتي جسدت قيم “تمغربيت”، مثل: التضامن والتعايش والتمسك بمبادئ الرياضة، مشيرة إلى التزامها الكبير بدعم الجالية المغربية والدفاع عن حقوقها ومصالحها، مع الاستمرار في تعزيز قيم السلام والاحترام المتبادل والأخوة التي يعتز بها المغرب.
وذكرت القنصلية أنها حافظت دائما على علاقات طيبة مع منتخبي بلدية ليل سان دوني، لافتة إلى أنها تنتظر اعتذارا عن هذا التجاوز الخطير وغير المدروس من العمدة، وأنها تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات المناسبة للمطالبة بالتعويض وإعادة الأمور إلى نصابها.
ومن جانبها أعربت جمعية “يوجين ديلاكروا” عن دهشتها وخيبة أملها من القرار الأحادي لرئيس بلدية ليل سان دوني، بإلغاء جناح المغرب بمنطقة المشجعين، التي تستند إلى اتفاقية تجمع المدينة وسفارة المملكة المغربية في إطار محطة إفريقيا، موضحة أن هذا القرار جاء على خلفية الشكر الذي عبرت عنه الفنانة سعيدة شرف، خلال أمسية الأول من غشت 2024، للرئيس الفرنسي بعد تصريحاته الأخيرة بشأن الصحراء المغربية.
واستطردت الجمعية أن “هذا الموقف الجديد الذي تبنته فرنسا، كما هو الحال بالنسبة للعديد من المغاربة وأصدقاء المغرب، أثار فرحة كبيرة وشعورا عميقا بالسعادة. ومع ذلك، لم يتم بأي شكل من الأشكال الترويج لأية أفكار داخل محطة إفريقيا، ويبدو أن قرار رئيس البلدية غير صحيح”.
وخلصت الجمعية إلى دعوة عمدة سان دوني إلى إعادة النظر في قراره، لكي تستمر الاحتفالات وتستطيع الجمعية مواصلة الاحتفال بأولمبياد باريس 2024 بروح من الوحدة والأخوة.