كشف مجلس الجالية أن الكاتب المغربي خالد اليملاحي قدم كتابه “استحضار نصب تذكاري في البندقية”، وذلك أول أمس الجمعة، بالرواق المشترك للمجلس بالمعرض الدولي للكتاب الذي تم فيه تسليط الضوء على أهم الكتاب من مغاربة العالم.
وجاء في بيان نزله الموقع الإلكتروني الرسمي لمجلس الجالية المغربية بالخارج أن تقديم كتاب “استحضار نصب تذكاري في البندقية” لخالد اليملاحي عن دار الحضور الأفريقي، 2023، شكل فرصة للتعرف على نموذج آخر من الكتاب المهاجرين من أصل مغربي في فرنسا.
وتابع المجلس أن الكاتب خالد اليملاحي، الذي ينحدر من مدينة الرباط، والذي كان قد هاجر إلى فرنسا من أجل استكمال مساره الدراسي في الهندسة، يمزج بين الكفاءة المهنية في مجال اشتغاله، وبين شغف الكتابة والتأليف.
وأكد المصدر ذاته أن شغف التأليف والكتابة “سكنه منذ الصغر بفضل وسطه الأسري الذي جعله في تواصل دائم مع الكتب والثقافة، وشكل عنده في سن مبكرة عادة القراءة للكتاب العرب كجبران ومنيف والكنفاني، ومكنه من اكتشاف عوالم الثقافة الفرنسية عبر المؤلفات والأشرطة السينمائية التي كان يكتريها من المعهد الفرنسي بالرباط”.
وتمكن يونس أجراري، الفاعل الثقافي ومنسق مجموعة من المعارض الدولية، من استفزاز ذاكرة خالد اليملاحي من أجل إعادة رسم مسار كاتب من مغاربة العالم.
وذكر المجلس أن حب الكتابة جعل خالد اليملاحي يختار دراسة الأدب في العاصمة الفرنسية، إلى جانب اشتغاله بعد إتمامه دراسته في الهندسة، حيث قال: “في النهار كنت اشتغل مهندسا واعود لاشتغل في الآداب ليلا”.
وفي معرض حديثه عن الكتاب، استرجع خالد اليملاحي، مسار هجرته مبرزا أوجه الاختلاف بين المجتمع الفرنسية والأنجلوساكسوني، لا سيما وأنه سبق ودرس في جامعات إنجليزية وبريطانية، مؤكدا أنه لمس في المجتمع الأنجلوساكسوني تعاملا على أساس المساواة والحوار والإشراك، على عكس فرنسا التي تطبعها علاقة استعلائية.
وفيما يخص روايته الأخيرة، التي اختار لها عنوان “استحضار نصب تذكاري في البندقية”، أوضح اليملاحي أنه لم يختار موضوع الرواية بل الموضوع من وجد الطريق إليه، مشيرا إلى أن المبتغى من هذه الرواية هو تسليط الضوء على قصة واقعية تتعلق بغرق شاب مهاجر غامبي في نهر مدينة البندقية الإيطالية والصدمة التي خلفتها لدى العالم، مبرزا أنه لم يجد أي وسيلة أخرى أفضل من الكتابة لتسليط الضوء على هاته المأساة.
وذكر المجلس أنه “بالنسبة للكاتب فقد شكل غرق باتيه سابالي تحت أنظار جميع زوار “فينيزيا” الذين شاهدوه وهو يرمي بنفسه في القناة في عز البرد، وأيضا وهو يغرق، صدمة وفشل جماعي، خصوصا أمام الاحتقار ولامبالاة هاته المدينة التي استمرت في الحياة بشكل طبيعي وهي تتفرج على شاب يلفظ أنفاسه الأخيرة، في إنكار تام للأخر”.
وخلص المصدر ذاته إلى الإشارة إلى أن رواية خالد اليملاحي كتبها في قالب روائي يمزج بين مجموعة من الأجناس الأدبية كالقصة والتحقيق والشعر، وأن الرواية والأدب عموما ليس بالضرورة أن تقدم إجابات عن كل شيء، بل فضل ترك بعض الجوانب المظلمة والغامضة في حياة المهاجر الغامبي، وأنه أقحم في الرواية كذلك قصصا أخرى لمهاجرين ولاجئين قادمين من غامبيا تكريما لهم ولباتيه سابالي.
تعليقات( 0 )