أوضح رئيس الطائفة اليهودية في مراكش، جاكي كادوش، أن الاحتفال بموسم الهيلولة في تارودانت يعد مناسبة لتعزيز الروابط بين اليهود المغاربة في الداخل والخارج.
وأضاف كادوش في تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أن هذه المواسم تمثل فرصة لليهود لزيارة الأضرحة المنتشرة في عدة مدن مغربية، والتي يتجاوز عددها الألفي ضريح، مشيرا إلى أن اليهود، سواء من الداخل أو الخارج، يزورون هذه الأضرحة في إطار مواسم دينية.
وتحدث كادوش ضمن تصريحه عن الهيلولة التي تبدأ اليوم الخميس وتستمر لأسبوع في مدينة تارودانت، حيث تتم خلالها طقوس دينية يهودية تتزامن مع الذكرى السنوية لوفاة الحاخام دافيد بن باروخ وفقا للتاريخ العبري.
وفيما يتعلق بالمخاوف التي قد يشعر بها اليهود القادمين لهذه المواسم، خصوصا في ظل الأوضاع في غزة، أكد جاكي أن اليهود الوافدين من خارج المغرب، باستثناء إسرائيل، أصولهم تنحدر من مناطق مختلفة بالمغرب، حتى وإن وُلدوا في دول أخرى مثل أوروبا أو أمريكا، مضيفا أنه من الواجب على هؤلاء “زيارة أضرحة الصالحين اليهود في المغرب”.
وكشف رئيس الطائفة اليهودية في مراكش أنه في بداية الحرب على غزة، كان من المقرر تنظيم عدة احتفالات، لكن بعض اليهود ترددوا بسبب مخاوفهم من الوضع الأمني والمشاكل التي قد يتعرضون لها كما هو الحال في بلدان إقامتهم. وقال: “يتواصلون معنا للتحقق من الوضع هنا في المغرب قبل مجيئهم، خوفا من أن يواجهوا نفس المشاكل التي يعيشونها في أوروبا وأمريكا، لكننا طمأناهم بأن الوضع في المغرب مستقر وآمن كما كان قبل الحرب”.
وأضاف أنه رغم أن عدد الزوار للمواسم اليهودية قد تقلص خلال فترة الحرب على غزة، فإن الاحتفالات جرت في أجواء من الأمن والاطمئنان بفضل تعاون السلطات الأمنية المغربية.
وأوضح كادوش أن هيلولة هذا العام شهدت حضور الآلاف من اليهود المغاربة، فبعد وصولهم إلى مطار مراكش الدولي، يتوجهون إلى تارودانت لإحياء الموسم.
وأكد جاكي أن هذه المواسم تساهم بشكل كبير في تعزيز الروابط بين اليهود المغاربة المقيمين في المغرب وفي الخارج، مشيرا إلى أنه تم تنظيم حوالي 25 حفل زفاف في مراكش، ما يعكس استقرار الوضع في المغرب واطمئنان اليهود القادمين من الخارج، واسترسل قائلا: “نحن نعيش في هذا البلد منذ قرون، ورغم الحروب المتوالية، لم نواجه أبدا أي مشاكل في المغرب، وأتحدث من واقع وحقيقة”.
وفيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة، صرح جاكي قائلا: “نحن يهود مغاربة لا علاقة لنا بسياسات إسرائيل، مثلنا مثل باقي المغاربة، نتابع الأحداث من بعيد ولا يمكننا تغيير الوضع، وشخصيا، عندما أرى الأطفال في غزة بتلك الحالة، أشعر بالحزن وأتحسر باكيا، متمنيا أن يتم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين ينهي الحرب بشكل نهائي”.