شهدت أسهم شركة “ستيلانتس” (Stellantis)، رابع أكبر شركة لصناعة السيارات عالميًا، انخفاضًا حادًا تجاوز 7% في التعاملات الصباحية بالأسواق الأوروبية الإثنين، عقب إعلان مفاجئ عن استقالة الرئيس التنفيذي كارلوس تافاريس.
وفي بيان رسمي، أعلنت الشركة أن مجلس إدارتها وافق على استقالة تافاريس اعتبارًا من 1 دجنبر 2024، حيث تولى رئيس مجلس الإدارة جون إلكان قيادة لجنة مؤقتة للإشراف على الشركة حتى تعيين خليفة جديد.
وجاءت هذه الاستقالة في وقت تواجه فيه “ستيلانتس” تحديات كبرى، بما في ذلك فائض الإنتاج في أوروبا، وضعف الطلب على السيارات الكهربائية، وتنامي المنافسة من الشركات الصينية، ما أثر بشكل مباشر على أداء أسهمها، حيث تراجعت بنسبة 7.31% في بورصة ميلان لتصل إلى 11.62 يورو للسهم.
وفي مقابلة حديثة مع صحيفة El Mundo نهاية نونبر الماضي، سلط تافاريس الضوء على الدور البارز الذي يلعبه المغرب في صناعة السيارات، مشيرًا إلى نجاح المملكة في تجاوز العقبات البيروقراطية التي تعيق النمو في أوروبا.
وأشاد بالنهج “الاستباقي” الذي تعتمده الحكومة المغربية، مؤكدًا أن التعامل مع المسؤولين في المغرب يتميز بالكفاءة والتنسيق مقارنة بالفوضى التنظيمية السائدة في أوروبا.
وأضاف أن هذه السياسات ساهمت في جعل المغرب بيئة جاذبة للاستثمارات، مشددًا على ضرورة أن تستفيد إسبانيا من التجربة المغربية لتحسين تنافسيتها في القطاع.
وفي الوقت نفسه، نفى تافاريس التقارير التي تحدثت عن نقل إنتاج بعض طرازات ستروين C4 وC4X إلى مصنع القنيطرة المغربي، مؤكدًا أن هذه النماذج ستستمر في الإنتاج بمصنع مدريد-فيلافيردي.
تافاريس عبر سابقا عن قلقه من التحدي الذي تمثله مصانع المغرب على الصناعة في شبه الجزيرة الأيبيرية، حيث اعتبر أن المغرب بات منافسًا رئيسًا للمصانع الإسبانية والبرتغالية، بفضل انخفاض التكاليف وجودة التجميع العالية.
وأبرز تافاريس في تصريح صحافي آخر أن “المنافسة الحقيقية ليست في الشمال بل في المغرب”، قائلا إن “على الإسبان أن يركزوا على الجنوب بدلًا من مواجهة التحديات في أوروبا الشمالية”.
كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى الحفاظ على أهداف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لعام 2025، مشيرًا إلى ضرورة التعاون مع الشركات الصينية بدلًا من مواجهتها، للاستفادة من خبراتها وتعزيز الطلب على السيارات الكهربائية.