أثارت مبادرة “مليون محفظة” الجدل بخصوص ما قررته الحكومة من خلال تحويلها إلى إعانات مالية مباشرة، تهم الأسر المعوزة في إطار ما تسميه “الحكومة” استراتيجية شمولية الدعم الاجتماعي الموجه للفئات الهشة والأسر محدودي الدخل.
وفي تصريح خص به موقع “سفيركم”، قال محمد برني، عضو المكتب التنفيذي والرئيس السابق للجمعية المغربية للكتبيين، أن “المبادرة كمبادرة لم تلغى وانظر جيدا كلام السيد وزير التربية لكن تغيرت فقط صيغة الدعم، بعدما كانت تعتمد على وزارة الداخلية الآن سوف تصرف كمنحة عند كل سنة خلال الدخول المدرسي”.
وأضاف المتحدث ذاته أن “فعلا ستؤثر على مداخيل الكتبيين وهي في صالحهم بكل تأكيد، فبعدما كانت تتم عبر الصفقات العمومية كان يقصى كتبيين كثر، وهو ما أثر على استمرارية المكتبة وهناك من أفلس وأغلق وهناك من غيّر الحرفة نهائيا؛ وهذه المبادرة أي المنحة ستحدث ذلك الفارق الذي ناضلنا من أجله لسنوات؛ هو الاهتمام بكتبي القرب وإعطائه الأولوية في أي مشروع متعلق بالمكتبة”.
وبخصوص ما يروج أن هذا الدعم للكُتبي يأتي على حساب الأسر المستفيدة على اعتبار أن الإعانة غير كافية، أجاب برني أن “هل هذا الدعم كافي أو غير كافي بالنسبة لنا كمهنيين، هذا ليس من شأننا وليس لنا الحق في التدخل في سياسات الحكومة، لكن سوف أجيبك كرب أسرة ولدي أطفال متمدرسين”.
وتابع المتحدث أن “فعلا، يبقى هذا الدعم هزيلا ولا يمكن أن يلبي حتى حاجيات تلميذ يدرس في مستوى أول ابتدائي، فما بالك بالمستوى السادس والسابع وغيرها من المستويات”.
وأضاف نفس المتحدث، أن “ثمة هناك زيادات عرفتها اللوازم وسوق الورق السنة الماضية، وهذه السنة هناك انخفاض طفيف ومحتشم، إذ تم تأخير الدعم الذي يقدم للناشرين هذه عوامل كلها لن تكون في مصلحة رب الأسرة، مما سيضطره للزيادة فوق هذه المنحة من أجل تأدية الفارق”.
وفي ذات السياق، قال الدكتور عبد الإله سطي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستور بجامعة ابن زهر بأكادير، إن “إلغاء مبادرة مليون محفظة وتعويضها بتقديم دعم مادي مباشر للفئات الهشة بمقدار 200 درهم للتعليم الابتدائي والإعدادي و300 درهم للتعليم الثانوي التأهيلي، سوف يسقط العديد من الأسر غير المستفيدة من نظام الحماية الاجتماعية في إشكالات عديدة، حيث كان في السابق تستفيد جميع الأسر في القرى وبعض المدن من هذه المبادرة بدون استثناء، مما كان يقلل من أعبائها الاجتماعية في فترة الدخول المدرسي، اليوم ستضطر هذه الفئات الهشة إلى البحث عن مورد لتوفير تكاليف الدخول المدرسي لأبنائها وهو ما سيستعصي على العديد منها، ويزيد من تفاقم الهشاشة الاجتماعية”.
وشدد المتحدث في تصريح خص به “سفيركم ” أن “ثم إذا ما نظرنا إلى حجم الدعم المقدم مع تكلفة الكتب والحاجيات الأساسية لمحفظة التلاميذ، سنجد أن هذا الدعم ضعيف في ظل ارتفاع أسعار الكتب والدفاتر واللوازم الأخرى للتمدرس، مما يعني أننا سنزيد من أعباء الأسر وذوي الدخل المحدود في الدخول المدرسي القادم، ولن تحقق المبادرة الجديدة غايتها في تخفيف الهدر المدرسي والانقطاع عن التمدرس لأسباب مادية”.
ياسين حكان (كاتب وباحث)
تعليقات( 0 )