في مثل هذا اليوم، قبل سنة، استيقظ قطاع غزة، المنطقة السكنية الأكثر اكتظاظا بالعالم، على أصوات الانفجارات، وسرعان ما تحولت السماء إلى لوحة رمادية يغطيها دخان الحرب.
“طوفان الأقصى” لم يكن مجرد بداية لمعركة جديدة، بل فصل آخر في حكاية الألم التي يعرفها كل فلسطيني جيدا؛إنه اليوم الذي شهد فيه العالم بداية معاناة أمة بأكملها، بين شهداء وجرحى، وبين بيوت أصبحت أنقاضا، وبين عائلات أبيدت بأكملها وأخرى فرقها الموت والشتات.
وفي فجر يوم 7 أكتوبر 2023، شنت المقاومة الفلسطينية هجوما غير مسبوق على مستوطنات غلاف غزة، سمته عملية “طوفان الأقصى”، حيث أطلقت 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال أول 20 دقيقة على إسرائيل، وتسللت برا وجوا وبحرا بقيادة نحو ألف من مقاتلي النخبة في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس إلى المستوطنات، واستولوا على المواقع العسكرية وأسروا مئات الإسرائيليين بينهم ضباط وجنود.
وبدورها بدأت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة وأطلقت عليه اسم”السيوف الحديدية”، حيث استشهد في هذا اليوم أكثر من 300 فلسطيني وأصيب أكثر من ألفين.
يوم 8 أكتوبر 2023، صادق الطاقم الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل على قرار بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إعلان الحرب ضد غزة بموجب البند 40 من القانون الأساسي للحكومة، وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية إرسال حاملتي طائرات إلى الشرق الأوسط لدعم إسرائيل.
يوم 27 أكتوبر، ارتكب الاحتلال مجزرة في ساحة المستشفى المعمداني في غزة قتل فيها نحو 500 فلسطيني معظمهم من نساء وأطفال.
يوم 13 أكتوبر، طلبت إسرائيل من سكان غزة الإخلاء والتحرك جنوبا واتخذت بعدها إجراءات لإخلاء الشمال بأكمله.
يوم 31 أكتوبر، أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن إطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية والمجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيرة على أهداف مختلفة في إسرائيل.
في 7 نونبر، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن 70٪ من السكان باتوا نازحين بسبب القصف والغازات الإسرائيلية.
يوم 14 نونبر، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي وحولته إلى ثكنة عسكرية بعد حصاره لأيام عدة لتنسحب يوم 24 من نفس الشهر بعد تدميره وتفجير بعض أقسامه ومبانيه.
و في نفس اليوم، اتفقت حركة حماس وإسرائيل على هدنة لمدة 4 أيام ثم تم تمديدها لستة أيام أفرج فيها عن نحو 200 أسير فلسطيني مقابل 50 أسيرا إسرائيليا من المدنيين، وسمح لقوافل المساعدات الإنسانية بالدخول إلى القطاع.
يوم 4 دجنبر، شنت القوات الإسرائيلية أول هجوم بري كبير لها على جنوب قطاع غزة في مدينة خان يونس الجنوبية بعد أيام من انتهاء الهدنة.
يوم 27 دجنبر، بدأت إسرائيل هجوما بريا واسعا على شمال قطاع غزة استمرت العمليات فيه تحت إطلاق ناري مكثف نحو 3 أشهر، نفذ الاحتلال خلالها هجمات عنيفة و دموية طالت مناطق واسعة وأهدافا مدنية في محافظتي الشمال وغزة.
فاتح يناير 2024، أشارت إسرائيل إلى أنها ستسحب قواتها من شمال غزة، واستمر القتال العنيف في المنطقة الجنوبية.
يوم 11 يناير، شنت الطائرات الحربية والسفن والغواصات الأمريكية والبريطانية ضربات ضد 60 هدفا في 16 موقعا تابعًا للحوثيين، واستهدفت مراكز قيادة وسيطرة ومخازن ذخيرة.
يوم 7 فبراير، رفض نتنياهو عرضا من حماس لوقف إطلاق النار ووصف الشروط بأنها وهم.
يوم 29 فبراير، استشهد أكثر من 100 وأصيب أكثر من 800 بالرصاص من سكان غزة كانوا يصطفون لتلقي المساعدات الإنسانية في وجود القوات الإسرائيلية.
يوم 10 مارس، رمضان يحل على الفلسطينيين في ظل ظروف مأساوية مع استمرار الحرب في غزة وتبخر أمل الهدنة ووسط شبح المجاعة الذي يعيشه سكان القطاع.
يوم 18 مارس، قصفت قوات الاحتلال مدارس وأحياء سكنية في محيط مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة وانتهت بتدمير لأكبر منشأة طبية في غزة.
فاتح أبريل، هجمات جوية إسرائيلية على قافلة مساعدات تقتل سبعة من موظفي الإغاثة التابعين لمؤسسة ورلد سنترال كيتشن الخيرية مما أثار غضبا عالميا.
يوم 7 ماي، دخل الجيش الإسرائيلي إلى مدينة رفح وسيطر على معبرها الحدودي مع مصر ،مغلقا نقطة دخول رئيسية للمساعدات الإنسانية.
يوم 27 ماي، ضربت إسرائيل مخيما للنازحين في رفح تسبب بحريق أودى بما لا يقل عن 45 شخصًا ونزح أكثر من مليون شخص من رفح.
في يوليوز، استهدف الجيش الإسرائيلي مدارس تؤوي نازحين في مناطق مختلفة من قطاع غزة تسبب بمقتل العشرات من المدنيين منهم نساء و أطفال.
يوم 20 يوليوز، قصف إسرائيلي لميناء الحديدة في اليمن مما أدى إلى حريق وسقوط ستة قتلى وفق الحوثيين.
يوم 31 يوليوز، اغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية في مكان إقامته خلال زيارة لطهران.
يوم 6 غشت، تعيين يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفا لهنية.
يوم 17 شتنبر، قُتل 8 أشخاص وأصيب نحو 3 آلاف من عناصر حزب الله اللبناني، في جنوبي لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت بعد انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) التي يستخدمونها، في عملية يرجح أن إسرائيل تقف وراءها.
يوم 27 شتنبر، اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
فاتح أكتوبر، أطلقت إيران “عشرات الصواريخ الباليستية” على إسرائيل. وجاء الهجوم الإيراني بالتزامن مع إعلان إسرائيل شنها عملية برية “محدودة” في جنوب لبنان ضد حزب الله.
اليوم 7 أكتوبر، دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان نشرته بمناسبة الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى إلى تصعيد كل أشكال المقاومة والانخراط في معركة طوفان الأقصى في مواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي التي وسعت دائرة عدوانها لتشمل دولًا عربية وإسلامية بعد استهداف قطاع غزة.
واليوم، بعد مرور عام على بداية طوفان الأقصى، يبقى السؤال مفتوحا: هل تندمل جراح غزة يوما؟ بين الحطام والأرواح التي رحلت، تظل القصص شاهدة على معاناة وصمود شعب لم يفقد الأمل، رغم كل شيء. في كل بيت، وفي كل شارع، يظل الأمل حاضرا، ولو كان ضعيفا، بأن يكون الغد أفضل من الأمس، وأن يعيد السلام يوما ما الحياة التي اختطفتها الحرب.