كريمة بنيعيش.. ديبلوماسية مسلحة بثقافتين

كريمة بنيعيش

كريمة بنيعيش، جادة وحادة، يلقبها البعض بـ”المرأة الحديدية”، بينما يقول البعض الآخر، إنها ديبلوماسية مسلحة بثقافتين؛ المغربية والإسبانية، لغة جسدها المعبرة تسبق إتقانها للغة الإسبانية، وفي خضم المد والجزر الذي طال علاقة إسبانيا بالمغرب، بقيت ثابتة ومنتصرة لقضايا أمتها.

ولدت كريمة بنيعيش سنة 1961 بمدينة تطوان، وهي ابنة فاضل بنيعيش، طبيب الملك الراحل الحسن الثاني وجراحه الشخصي، الذي كان قد قتل في يوليوز 1971، خلال حادثة محاولة الانقلاب بمدينة الصخيرات.

وبعد وفاة والدها، قرر الملك الراحل أن يتولى أمر أبناء طبيبه، فأخذ كريمة التي كانت أكبر إخوتها، ودنيا وعنان وشقيقهن فاضل.

وتشير بعض التقارير الإعلامية إلى أنه، بعد أن تولى الملك أمرهم، أدخلهم إلى الكلية الملكية حيث تابعوا تعليمهم، فكانت كريمة زميلة دراسة الأميرة لالة مريم، وكان شقيقها فاضل زميل دراسة الملك محمد السادس.

ونالت كريمة بنيعيش، التي تتقن اللغة الإسبانية، والفرنسية والإنجليزية، والبرتغالية والروسية، في سنة 1981، شهادة الثانوية العامة علوم اقتصادية، بمدينة الرباط، وبعدها توجهت إلى كندا، لمتابعة تعليمها العالي، حيث حصلت على الإجازة في القانون سنة 1986.

وفور عودتها إلى المغرب سنة 1987، اشتغلت بنيعيش في وزارة الخارجية، التي شغلت فيها مجموعة من المناصب المختلفة، من قبيل مديرة التعاون الثقافي والعلمي، والمستشار الدبلوماسي لترشيح المغرب لتنظيم كأس العالم لكرة القدم.

ولم تكتف كريمة بنيعيش بهذا فقط، بل كانت دائما تواقة لمعرفة واكتشاف المزيد، فحصلت في سنة 1988، على شهادة “ميتريز” في العلوم الاقتصادية، من جامعة مونريال، ونالت في سنة 2013، الدكتوراه الشرفية من جامعة نوفا ببلشبونة.

وفي سنة 2008، حظيت كريمة بنيعيش بشرف تعيينها سفيرة للمملكة المغربية بالبرتغال، وهي التجربة التي قضت فيها حوالي 10 سنوات، ليتم تعيينها فيما بعد تحديدا سنة 2017، سفيرة للمغرب في إسبانيا.

وكريمة بنيعيش ليست سفيرة فقط، بل هي رئيسة وعضو بمجموعة من الجمعيات، التي تهتم بالطفولة والمرأة والثقافة، واعترافا بمجهوداتها الديبلوماسية والإنسانية، جرى توشيحها بعدة أوسمة، من بينها وسام قائد الاستحقاق المدني في إسبانيا، سنة 2000، ووسام الاستحقاق الوطني في فرنسا، سنة 2007.

ومنذ توليها منصب سفيرة الملك بإسبانيا، سنة 2017، بدأت عدسات الصحافة الإسبانية والفرنسية، تتجه كثيرا صوبها، خاصة بعدما لمحته منها من شخصية كاريزمية؛ بمواقف ثابتة، وكلمات موزونة وحكمة عالية، خاصة في الفترة التي تأزمت فيها العلاقة بين المغرب وإسبانيا، على خلفية ملف الصحراء المغربية، فلقبتها الصحافة الإسبانية بـ”المرأة الحديدية”.

وأعدت مجلة “جون أفريك” بورتريه عنها، تحت عنوان “دبلوماسية في قلب المواجهة بين الرباط ومدريد”، والذي قال فيه أحد الديبلوماسيين، أن كريمة بنيعيش “لديها قبضة من حديد”، مضيفا أن “شخصية السفيرة الجادة والحادة، تسير جنبا إلى جنب مع لباقتها ومبادرتها مع الجميع”.

وأكد الدبلوماسي للمجلة، أن “لدى بنيعيش قدرة هائلة على العمل تتطلب الاحترام، إنها تحرص على إتقان ملفاتها، وهي تعرف عن ظهر قلب جميع محاوريها”.

من جانبه، قال موقع “العرب” الذي يصدر من بريطانيا، في مقال له عن السفيرة، عنونه بـ”دبلوماسية اقتصادية مسلحة بثقافتين”، أنه “تجري في عروقها دماء إسبانية، وعروق متجذرة في تربة الحضارة والثقافة المغربية، ولهذا فهي متشبعة بثقافة مزدوجة ولغة إسبانية ممتازة”.

وتفاعلا مع استقبال ابراهيم غالي، زعيم البوليزاريو في مستشفى إسباني بهوية مزورة، قالت السفيرة المغربية بإسبانيا، إن “هناك مواقف لا يمكن قبولها”، لافتة إلى أن العلاقات بين دول الجوار والأصدقاء، يجب أن تقوم على “الثقة المتبادلة التي يجب العمل عليها ورعايتها”.

بهذه الشخصية الكاريزمية، والتصريحات الموزونة والتفاني العالي، لم تخدم كريمة بنيعيش فقط، مصالح المغرب في الضفة الأخرى، بل قدمت بلباقة كلامها، ورقي تعاملها وحمكتها في إدارة الأزمات، صورة مشرفة عن النساء المغربيات.

مقالات ذات صلة

صورة لحفل الاحتفاء بالثقافة والمرأة الأمازيغية، المنظم من قبل القنصلية العامة للمملكة المغربية في جيرونا

قنصلية المغرب في جيرونا تحتفي بالثقافة والمرأة الأمازيغية

سهر الصايغ: ارتداء القفطان يشرفني وأنا معجبة كبيرة بالأكل المغربي

دار روشمود.. عرض أزياء لتعزيز أناقة النجمات المغربيات

إطلالات مشاهير خطفن الأنظار في Fashion Trust Arabia

غزلان بنجلون تتوج بشخصية الأمم المتحدة بالمغرب 2024 لالتزامها بحقوق وصحة الأطفال

أكتوبر الوردي.. أفلام تبث الأمل لدى مريضات السرطان

لمياء المرزوقي.. سيدة أعمال مغربية تنتخب رئيسة للتحالف العالمي للمراكز المالية الدولية

زينب الغزوي ترد على وزير الداخلية الفرنسي بعد اتهامها بالدعاية لـ”الإرهاب”

لمياء الشرايبي..مخرجة مغربية تعرض بمهرجان فيينا فيلما يصور قصص مهاجرات عاملات

تعليقات( 0 )