أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ24 يونيو من كل سنة، يوما دوليا للمرأة في العمل الدبلوماسي، إذ كان المجال في السابق حكرا على الرجال دون النساء، قبل أن تبرز إسهامات المرأة في الدبلوماسية كفاعل قوي وذي كفاءة ومشارك أساسي في تثبيت الأمن والسلم الدوليين.
في هذا الحوار مع موقع “سفيركم” تسلط الأستاذة كريمة غراض؛ الباحثة في العلوم السياسية والقانون الدستوري، الضوء على الإسهامات المهمة للمرأة الدبلوماسية سواء على الصعيد الدولي أو الوطني، وتشيد بجهود المغرب المتميزة في إدماج المرأة المغربية في العمل الدبلوماسي، كما تبزر المكانة المهمة التي تحظى بها المرأة المغربية في العمل الدبلوماسي عموما، وفي الخريطة الدبلوماسية المغربية.
بداية، ما أهمية هذا اليوم في تسليط الضوء على جهود المرأة الدبلوماسية على الصعيد الدولي؟
- المرأة والديبلوماسية كانت بَصْمَتُها واضحة، بل أسهمت في التشريع لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية، ميثاق الأمم المتحدة سنة 1945، والميثاق العالمي لحقوق الإنسان سنة 1949، وكانت نساء ضمن المشاركات في إرساء قواعد النظام الدولي، لكن نسجل بكل أسف تغييب دورها التاريخي، ووصلنا فقط القليل مما تناقلته كتب التاريخ عن ريادة حقيقية للمرأة في مجال الديبلوماسية.
ما أهمية هذا اليوم في تسليط الضوء على جهود المرأة المغربية في الدبلوماسية؟
- المرأة المغربية وعلاقتها بالديبلوماسية كانت مؤثرة عبر العصور، لكن تم تجاهل دورها التاريخي في بلورة أحداث عاشها المغرب منذ القدم، لقد أسهمت المرأة المغربية في تمثيل وطنها خير تمثيل، يحضرني هنا اسم الأميرة لالة عائشة عندما عينت سفيرة، وكانت أول امرأة عربية مسلمة تعين في هذا المنصب الرفيع المستوى، كما أن تاريخ الديبلوماسية يتذكر امرأة بصمته وهي حليمة الورزازي في وقت كانت الأسماء النسائية قليلة على الصعيد العربي الأفريقي. والمرأة المغربية كسرت مبكرا احتكار الرجل لهذا المجال، وتحملت مسؤوليتها التاريخية في ذلك، فهي وقعت وثيقة المطالبة بالاستقلال، وقادت معركة التحرير إلى جانب الرجل، وساهمت في بناء مغرب الاستقلال ومازالت أوراش كثيرة مفتوحة من أجل الإدماج أكثر.
هل نجح المغرب فعلا في إدماج المرأة في العمل الدبلوماسي؟
- نعم، المغرب نجح في إدماج المرأة في المجال الديبلوماسي، اليوم لدينا تجارب المرأة في سفارة المغرب بمختلف القارات، أسماء نساء مثلن بلدنا خير تمثيل وحظين بإشادة البلد المضيف مثل السيدات جمانة العلوي، كريمة بنيعيش وغيرهن… ولابد أن أشير إلى أن تواجد المرأة في الديبلوماسية المغربية، هو امتداد لحضورها السياسي الذي بدأ على مستوى التشريع منذ 1993، وكان هناك تراكم منذ بداية الألفية وبشكل لافت عبر آلية التمييز الإيجابي (الكوطا)، فكان لزاما أن يساير الحضور النسائي على مستوى السلطتين: التشريعية والتنفيذية؛ وأن يكون ذلك انعكاسا إيجابيا على مستوى التمثيلية النسائية في السفارات والقنصليات والمنظمات الدولية.
ما المكانة التي تحتلها المرأة المغربية في الخريطة الدبلوماسية المغربية؟
- المكانة نعتبرها مهمة و إنجاز لا يمكن تجاوزه، اليوم أصبح للمغرب سفيرات في دول كبرى مثل فرنسا أو بالقارة الأمريكية وبعض الدول العربية، وطبعا لا يمكن نسيان التمثيلية المتزايدة للأطر الديبلوماسية في المنظمات الدولية الأمم المتحدة واليونسكو، وغيرها، هناك تمثيلية شاملة وهذا راجع إلى التوجه بإيلاء المرأة المغربية المكانة التي تستحقها، هناك جيل من الحقوق تم تدشينه مع بداية الألفية عند إقرار مدونة الأسرة و قانون الجنسية بل ان تكريم المرأة في الفصل 19 من دستور 2011، أتى صريحا بخصوص المناصفة، وطبعا الخطاب الملكي لعيد العرش سنة 2022 الذي دعا إلى إنصاف المرأة وادماجها في كل المجالات، أي أن هناك إرادة ملكية في الترقي بوضعية المرأة وهناك كفاءات نسائية تستحق بالفعل ترجمة أحلام القوى الحية ببلادنا في تمثيلية المرأة في كل المجالات وعلى رأسها الديبلوماسية المغربية.
حاورها: ياسين حكان (كاتب وباحث)
تعليقات( 0 )