كشفت دراسة حديثة أن تدخين سيجارة واحدة ينقص 19.5 دقيقة من عمر الإنسان، وأن تأثير التدخين يختلف بين الرجال والنساء، حيث أن النساء يخسرن حوالي 22 دقيقة من عمرهن بعد كل سيجارة يدخنها، بينما يفقد الرجال حوالي 17 دقيقة.
وأوضحت هذه الدراسة التي أجرتها جامعة “كوليدج لندن”، والمنشورة في كل من مجلة “Addiction” وصحيفة “New York Post“، أن الإقلاع عن التدخين في أي مرحلة من العمر يمكن أن يعزز من العمر المتوقع، كما أن التوقف عن التدخين، حتى بالنسبة للذين يدخنون 10 سجائر يوميا، من شأنه أن يُحدث فرقا كبيرا، حيث أن التوقف عن التدخين مع بداية السنة الجديدة قد يمنع خلال الأسبوع الأول من شهر يناير من فقدان يوم كامل من العمر.
وواصلت الدراسة مشيرة إلى أن الإقلاع عن التدخين لا يتعلق فقط بأسباب صحية، بل باستعادة ساعات وأيام وحتى أسابيع من الحياة، حيث قالت الدكتورة سارة جاكسون، وهي باحثة رئيسة في مجموعة أبحاث الكحول والتبغ في الجامعة: “كلما أقلع الشخص عن التدخين مبكرا، زادت فرصه في العيش لفترة أطول، كما أن فوائد الابتعاد عن التدخين تظهر تقريبا على الفور”.
وبحسب هذه الدراسة التي أجريت بتكليف من وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية، فإن تدخين علبة السجائر بشكل يومي، سيكلف المدخن حوالي 7 ساعات من عمره، مبرزة أن التدخين بمعدل سيجارة واحدة يوميا، على مدى 10 سنوات، قد ينقص من عمر الرجل حوالي 43 يوما، فيما سيخفض من عمر المرأة بمقدار 56 يوما.
وأضافت الورقة البحثية أن الآثار الصحية للتدخين تتنوع بين أمراض القلب والشرايين، والجلطات الدماغية، وكذا مرض السكري من النوع الثاني والخرف، حيث قالت الدكتورة سارة جارفيس أن هذه العادة لا تؤثر فقط على طول العمر، بل تقلل أيضا من السنوات الصحية التي يعيشها المدخن، حيث أن مدخنا في الستين من عمره قد يتمتع بصحة تعادل صحة شخص في السبعين.
ولفتت الصحيفة إلى أن أضرار التدخين لا تقتصر فقط على نقص العمر، بل تشمل أمراضا خطيرة مثل أمراض القلب والجلطات الدماغية وكذا الإصابة بالخرف أو النوع الثاني من السكري، إلى جانب تأثيره السلبي على الحمل، حيث أظهرت دراسة حديثة أن التدخين بمعدل خفيف قبل الحمل قد يُسبب “مشاكل صحية خطيرة” للجنين.
ومن جانبها، أكدت الدراسة أن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يكون بنفس فعالية الأدوية المستخدمة في الوقاية من الأزمات القلبية في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، مشيرة إلى تعليق وزير الصحة البريطاني أندرو جوين، على نتائج هذه الدراسة، قائلا: “التدخين عادة مكلفة ومميتة، وهذه النتائج تؤكد أهمية اتخاذ قرار الإقلاع”.