بقلم : أحمد أبو النجا*
يعتبر الفرق بين نوبات الغضب والانفعال الشديد لدى أطفال التوحد من مظاهر وعلامات الانفعالات التي تتمثل في عدة علامات وتتمثل في أي نوبة غضب مزاج تكون صريحة ومباشرة، أي طفل لا يحصل على ما يريده بطريقته الخاصة يسبب نوبة غضب، نوبات الغضب لها عدة أشكال والتي تميزها عن الانفعال الشديد:
– الطفل سيكون لديه نوبة غضب ستبدو من حين لأخر وتراها عندما يكون سلوكه رد فعل .
– الطفل في منتصف نوبة الغضب سيتخذ الإجراءات الوقائية ليتأكد بأنه لن يتأذى .
– الطفل الذي يرمي سيحاول أثناء نوبة الغضب استعمال هذا الموقف لمصلحته .
– عندما يحل الموقف، نوبة الغضب ستنتهي فجاءة مثلما بدأت فجاءة .
– نوبة الغضب ستعطيك الشعور بان الطفل مسيطر بالرغم من انه يريدك أن تعتقد انه ليس كذلك .
– نوبة الغضب ترمي لنيل هدف معين، وعندما يتحقق الهدف تعود الأشياء إلى الوضع الطبيعي .
نوبة غضب المزاج لدى الطفل الغير توحدي يمكن معالجتها ببساطة، الآباء ببساطة يتجاهلون السلوك ويرفضوا أن يعطوا الطفل ما يطلبه، فنوبات الغضب تنتج عادة عندما يطلب الطفل شئ أو يعمل شئ يرفضه احد الوالدين، فنسمع احد الوالدين يقول ” لا ” فتستخدم نوبة الغضب كجهد أخير لتحقيق الهدف .
تتفاوت نوعيات نوبة غضب المزاج من طفل لأخر، عندما يقرر الأطفال هذا الطريق الذين سيعالجون به الموقف، أسلوب الطفل سيملي كيف تظهر نوبة الغضب، بعض الأطفال سيرمون بأنفسهم على الأرض ويصرخون ويرفسون، والبعض الأخر سيحبسون أنفاسهم ويفكرون أن هذا التهديد على حياتهم سيجعل الآباء ينحون ، بعض الأطفال سيكونون لفظيين ويصرخون مرارا وتكرارا ” أكرهك- أكرهك “حتى يسمع العالم.
بضعة أطفال سيحاولون استخدام الرشوة أو الابتزاز، وبالرغم من هذه الطرق اهدأ نوبة غضب بشكل كبير من الصراخ، وبالطبع هناك قليل جدا من الأطفال الذين يبذلون قصارى جهدهم ويستخدمون كل الطرق في نوبة الغضب.
أما بالنسبة للانفعال الشديد :
إن المشكلة في الانفعال الشديد هي فقد السيطرة فلا يستطيع الطفل التحكم كما في نوبة الغضب، والطفل هنا يحتاجك أن تعرف هذا السلوك وتكبح جماحه، فهو غير قادر على عمل ذلك، فالطفل التوحدي في منتصف هذه الحالة يحتاج مساعدة كبيرة لكسب السيطرة، وحالة الغليان أو الانصهار :
– إثناء الانفعال الشديد، الطفل التوحدي لا ينظر، أو لا يهتم إذا الذين حوله لديهم رد فعل لسلوكه.
– الطفل في منتصف الانفعال الشديد لا يهتم بأمنه الخاص .
– الطفل في حالة الانفعال الشديد ليس له اهتمام أو تدخل في الموقف الاجتماعي
– يستمر الانفعال الشديد عادة كما لو أنهم يتحركون تحت تأثير قو خاصة ويوشكون على الانتهاء ببطء.
– الانفعال الشديد يحمل الشعور بأن لا احد مسيطر
– الانفعال الشديد يحدث عادة لان حاجة عينة لم تسمح له وبعد أن يصل لتلك النقطة، لا شئ يمكن أن يرضي الطفل حتى ينتهي الموقف.
عندما تفكر في نوبة الغضب، الصورة الكلاسيكية هي تمدد الطفل على الأرض ويرفس ويطوح ذراعيه ومن المحتمل أن يكون هناك صراخ كثير، هذا ليس انصهار أو غليان ولا حتى يقترب منه، فأفضل تعريف للغليان أو الانصهار يمكن أن يقال أنه فقد للسيطرة السلوكية كليا.
وقد يحدث الانفعال الشديد بسبب قضايا صحية كأن يعاني الطفل من مرض ما :أن يعاني من صداع أو من الحساسية للإضاءة أو للصوت أو الشقيقة.
- أين يحدث الانفعال الشديد؟
في الغالب يحدث في الأماكن العامة–المحلات–مراكز التسوق–المعارض–الأماكن التي يتواجد فيها الكثير من الناس والنشاط والضوضاء العالية تزيد من احتمال حدوث الانصهار أو الغليان.
- ماذا تفعل مع الآخرين؟
قد تتعرض لبعض العبارات من الآخرين الذين لا يفهمون حالة طفلك عند حدوث الانفعال الشديد في احد الأماكن السابقة فيبدأ الآخرون في إبداء التعليقات الانتقادية فقد يقولون ( انك غير قادر على السيطرة على طفلك)(انك مدلله كثير) أو يقولون عبارات انتقادية لطفلك (ولد غير مؤدب …الخ) وبقدر ما أنت تريد أن تخنقهم في هذه اللحظات العصيبة قاوم هذه الرغبة واعذر سلوك طفلك بشكل مؤدب وبتفسير مختصر واتركهم، إذا استمر شخص في إبداء التعليقات وبشكل واضح بأنهم لم يهتموا بما قدمته، تحرك أنت وطفلك لمكان أخر، من ناحية أخرى إذا كانوا من الموظفين في المكان الذي تزوره وهم الذين يلقون بتعليقات دنيئة يمكنك طلب التحدث إلى المدير، ويمكنك وقتها هي التحدث وشرح الموقف بشكل خاص وليس أمام الآخرين .
تهدئة ومعالجة الانفعال الشديد :
بالرغم من انه يبدو كالكليشة، أفضل طرق معالجة الانفعال الشديد المستمر يكون بتهدئته، أحيانا يكون القول أسهل بكثير من الفعل، لكنه يمكن أن يختصر في جملة واحدة بسيطة(اختار معاركك).
كيف تختارها؟ هذا سيعتمد على شخصيتك وشخصية طفلك؟
- عندما يفهم طفلك:
عندما يفهم طفلك فأنت مع طفل ذكي يمكنه إيقاف السلوك إذا أصيب به بمرور الوقت، تذكر أن الطفل التوحدي بغض النظر عن كيف سيفهم بأنه لا يريد الانصهار، وانه لن يكون قادر على السيطرة عليه عندما يصل به لنقطة الذروة، أن الهدف هو أن لا يصل لتلك النقطة إذا طفلك مدرك لسلوكه:
1- اعرف الإشارات التي تشير إلى بداية حدوث الانصهار أو الغليان.
2- هناك بالتأكيد نقطة انطلاق قبل أن يبدأ- حدد ما هي تلك النقطة؟
3- إذا نقطة الانطلاق تافهة جدا أو بسيطة جدا، مثل أن يريد الكرة الحمراء في المحل، قرر أنت إذا هو مهم، فالكرة الحمراء ثمن صغير تدفعه لأجل تسوق هادئ.
4- إذا نقطة الانطلاق شيئا ما ليس له حل، حاول أن تشتت انتباه طفلك بالتحرك لموقع أخر في المحل، وحاول أن تجد البديل المقبول الذي سيحول انتباهه .
5- إذا أنت في مطعم واقترب حدوث الانفعال الشديد، خذ لعبة جديدة أو خاصة جدا ويحبها تكون قد أخفيتها معك، أو شئ ما معقد مثل البازل يمكن أن يؤدي الغرض .
6- بينما تعمل لصرف أو تشتت انتباه طفلك تكلم معه بهدوء عن سلوكه ودعه يعرف بأنه يحتاج أن يوقفه، لا تنشغل بما هو لا يمكن للطفل أن يفعله في هذه اللحظة لكن التكرار بأنه يحتاج أن يهدأ وان يبقى مسيطر، التزم بالهدوء عندما لا يكون لديه أي فكره بأنك مضطرب لمجرد التفكير بأنه قد يفقد السيطرة.
7- استمر في استخدام أي تكنيكات تعمل على تهدئة طفلك بعض الأطفال سيستجيبوا للاحتضان بينما آخرون لا يريدوا أن يلمسهم احد. لن تكون قادرا على تهدئة الطفل المصمم على الغليان أو الانصهار إذا تقدمت العملية ووصل لنقطة اللا عودة فلديك خياران:
#أن_تقرر_أن_تثبت أو #أن_تترك_المكان
تذكر بان هذا الطفل يقهم بأنه دخل إلى هذه الحالة بمحض إرادته وبأنك طلبت منه التوقف، لذا في اغلب الأحيان ستتعلم بالتجربة أن تثبت، وهذا ليس شئ سهل. لكن الهدف أن تساعد طفلك ليكتسب أنماط السلوك المقبول على المدى الطويل.
معظم الثبات يعتمد على أين أنت؟ فلو كنت وسط حفل زفاف فانه ليس أفضل موقع لمحاولة عمل تعديل سلوك. فالآخرون في بعض الأماكن لديهم الحق في بيئة مزعجة، على أية حال، في العالم الواقعي، العالم اليومي، طفلك يجب أن يتعلم العمل ضمن المجتمع، والمجتمع يجب أن يتعلم كيفية التعامل مع أطفال التوحد. فيكون من الحكمة ترك المكان إذا الآخرون بدأو ينزعجون بشكل غير عادل أو الحالة يمكن أن تصبح خطرة.
- عندما لا يفهم طفلك:
الطفل الذي لا يفهم ما نزع السلوك المراد أو المتوقع منه يكون أكثر تحدي للتعامل معه عندما يوشك أن يحدث الانفعال الشديد، الآباء سيكون لديهم نفس التحذيرات التي تكون لآباء الطفل الذي يقهم، لكن ستكون أقل مما يقدروا أن يعملوه لإيقاف دورة حدوث الانصهار من المهم الحفاظ على حالة الهدوء، فطفلك بالفعل لديه حمل حسي زائد وإذا انزعجت، أنت ستغضب فقط، حافظ على نبرة صوتك، هدوءك، وسكونك مهما حدث.
الأداة الأساسية لأب لديه طفل في هذا الموقف هي صرف الانتباه، فالتفاهم عديم الفائدة مع الطفل الذي لا يفهم بان الذي يفعله غير مقبول، وجه سلوك الطفل من خلال صرف انتباهه والتعزيز الايجابي سيكونان أداة فعالة جدا لإيقاف المشكلة الحالية ولمنع حدوثها في المستقبل.
صرف الانتباه 50% استعداد و 50% إبداع، الاستعداد الجزء السهل، الأم أو الأب يمكنهم وضع المواد التي سوف يستخدمونها لصرف انتباه طفلهم في حقيبة صغيره لتكون جاهزة عندما يبدأ الغليان أو الانصهار.
عندما يصبح واضحا بأن فتيل الاشتعال قرب على الانفجار، كن قادرا على سحب فتيل الاشتعال.
(واسحب الأرنب من القبعة) فهذا أفضل طريق لك، الألعاب المريحة، مثل الحيوان المحشو المفضل، يعد من الخيارات الحكيمة كألعاب الساحر التي لا يمكن تجاهلها.
الإبداع تحدي أكثر قليلا، فكر بلعب طفلك التي يستمتع بها ويجد السرور فيها، كل طفل مختلف، ليس هناك لعبة متوفرة أو تباع لإيقاف الانفعال الشديد ، استخدم معرفتك بطفلك ودع ردود أفعاله توجهك وتساعدك لصرف الانتباه.
*اختصاصي تربية خاصة وتعديل سلوك