نجح فريق بحثي بجامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة، في تطوير تقنية جديدة لاستكشاف المياه الجوفية في صحراء الشرق الأوسط وفي شمال إفريقيا.
وتهدف عملية الاستكشاف التي موَّلها وزير الدولة القطري حمد عبد العزيز الكواري بجامعة كاليفورنيا، إلى مواجهة النقص الحاد في المياه والتغلب على التغيرات المناخية وظروف الجفاف والتصحر، في الدول العربية.
وقال الباحث المصري في علوم الأرض والفضاء بجامعة كاليفورنيا الجنوبية ووكالة “ناسا”، عصام حجي، إن هذه “الدراسة تهدف إلى تطوير تكنولوجيا لرسم خرائط خزانات المياه الجوفية غير العميقة من الجو، من أجل معرفة كميات المياه الموجودة في هذه الخزانات التي يصل عمقها إلى ما بين 20 و30 متراً”.
وأضاف في لقاء مع موقع “الجزيرة”، أن “هذه الخزانات تعد الدرع الأولى لمواجهة فترات الجفاف في العالم العربي، وتتمثل في منطقة صحراء شمال أفريقيا وشرق الجزيرة العربية بالكامل، التي تعتمد فيها الزراعة أساساً على المياه الجوفية”.
كما بيّن أن “دراسة البيانات في هذه المنطقة توفر فرصة لفهم الأمن الغذائي في منطقتنا العربية، على المديين القصير والمتوسط”.
وأوضح أن “التكنولوجيا المستخدمة في هذه التقنية مستوحاة من المركبات الفضائية التي تحيط بالقمر والمريخ، حيث تُستخدم أشعة الرادار منخفضة التردد التي ينعكس جزء منها من سطح الأرض والجزء الآخر يخترق الطبقة العلوية المشبعة بالمياه الجوفية، وذلك نتيجة فرق الخواص الكهربية بين التربة الجافة والأخرى المشبعة بالمياه”.
وشدد على أن نتيجة الاكتشاف “تفتح باب الأمل في رصد خزانات المياه الجوفية الموجودة في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، وهي مساحة تعادل مساحة الولايات المتحدة تقريباً، وهو ما يجعلنا نواجه التغيرات المناخية والجفاف، ونوفر الأمن الغذائي لمنطقتنا العربية”.
ولفت حجي إلى أن “حفر بئر واحدة يكلف ما بين 10 و50 ألف دولار، ونحن نحتاج إلى حفر آلاف الآبار لتغطية هذه المساحة الشاسعة؛ ومن ثم توفر هذه التقنية ملايين الدولارات التي يمكن استثمارها في الاستفادة من المياه المستخرجة”.
وحذر من أن “المهدد الأشد خطورة في البيئة الصحراوية ليس الجفاف ونقص المياه كما نظن، بل السيول والتغيرات المناخية المفاجئة”، واستشهد بالسيول التي وقعت في مدينة درنة الليبية العام الماضي والتي راح ضحيتها آلاف الأشخاص في لحظات.
كما حذر أيضاً من أن “مشاكل الجفاف ونقص المياه وحروبها مثل ما نراه اليوم في مصر والسودان وإثيوبيا، تهدد بقاء العالم العربي؛ ومن ثم يجب أن نستعد لمواجهة هذه المتغيرات، وألا ننتظر من العالم الغربي أن يضع حلولاً لمشاكلنا ويحاربها”.
تعليقات( 0 )