لقاء قنصلي مع كفاءات مغربية في فرنسا يقارب إنجازات الملك وتحديات المملكة

نظمت القنصلية العامة للمملكة المغربية في باريس بفرنسا، أول أمس السبت في “دار المغرب”، لقاءا مع الكفاءات المغربية المقيمة في فرنسا، تحت شعار “المغرب.. مملكة التحديات”، تمحور حول الإنجازات التي حققها المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، وذلك منذ اعتلائه كرسي العرش، وكذا مختلف التحديات التي تواجه المملكة المغربية وتلك التي تقف عائقا أمام أفراد الجالية المغربية.

وفي هذا الصدد، قالت ندى البقالي القنصل العام للمملكة بباريس، في تصريح قدمته لجريدة “سفيركم” الإلكترونية: “هذه الأمسية تأتي بمناسبة الذكرى الـ25 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، تحت شعار ‘المملكة المغربية.. مملكة التحديات’، وكانت فرصة لمجموعة من الشباب من الجالية المغربية، الذين عبروا عن التحديات التي يواجهها المغرب في الآونة الأخيرة”.

واستعرضت البقالي إنجازات الملك محمد السادس خلال السنوات الخمسة والعشرين الماضية، إلى جانب النتائج التي حققتها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في المجال القنصلي، مشددة على أهمية الاهتمام بالشباب وبتطلعاتهم وأحلامهم ورؤيتهم لمسار تطور المغرب، ولا سيما حين يتعلق الأمر بالجالية المغربية المقيمة في فرنسا.

وأكدت ندى البقالي أن العمل متواصل على تقريب أبناء مغاربة العالم من وطنهم الأم، قائلة: “نشجع بطبيعة الحال أبنائنا على العودة إلى المغرب والاستثمار فيه وكذا البقاء قريبا منه”.

ومن جانبه، قال سعيد حجي وهو مهندس طاقة، في تصريح مماثل: “قدمنا اليوم إلى ‘دار المغرب’، هذا الفضاء الغالي على قلوبنا والذي يمثل جزءاً من تاريخنا المغربي الغني والمتنوع، من أجل المشاركة في هذه الفعالية الاستثنائية التي تناقش التحديات الحاضرة والمستقبلية التي تواجه المملكة المغربية، وأشرف على تسيير هذا اللقاء ياسين تيوي، بمشاركة السيدة ندى البقالي، القنصل العام بباريس، التي نتوجه إليها بجزيل الشكر على تنظيم هذه الفعالية التي منحتنا فرصة جديدة للتواصل مع مسارات متنوعة وغنية، تعكس الصورة الحيوية والديناميكية للثقافة المغربية المتعددة”.

وواصل المتحدث ذاته قائلا: “هذه اللقاءات ليست مجرد لحظات تأمل في الماضي، بل هي أيضا لبنات لبناء المستقبل. اليوم، استفدنا من تجارب ملهمة لرواد أعمال وباحثين وعلماء اجتماع من خلفيات متعددة، سلطوا الضوء على مستقبل المغرب الذي سيكون أكثر انفتاحا على العالم، كما قال جلالة الملك الحسن الثاني: “إن المغرب شجرة جذورها في إفريقيا وأغصانها في أوروبا”.

وبدورها، أوضحت سلوى الشرقاوي، وهي مهندسة معمارية ومخططة حضرية ومستشارة دولية، أن مداخلتها في هذه التظاهرة تمحورت بالأساس حول التحديات التي تواجه المغرب في قطاع البناء، قائلة: “نلاحظ أننا نملك في الوقت الحالي طموحات كبيرة في مجال البناء، خاصة مع الاستعداد لكأس العالم 2030، بالإضافة إلى الحاجة الملحة لإعادة إسكان أهل منطقة الحوز الذين ما زالوا ينتظرون الحصول على مساكن جديدة، إلى جانب الانفجار الديموغرافي الذي يتطلب من المغرب إنجاز المزيد من مشاريع البناء”.

ولفتت الشرقاوي إلى أن تنفيذ هذه المشاريع، يواجه تحديا حقيقيا، يكمن في شح مصادر المياه، حيث قالت: “نعاني من الجفاف ونفتقر إلى الماء، بالإضافة إلى نقص في المواد المستخدمة في البناء، مثل الرمل. نستهلك حوالي 30 مليون طن من الرمل سنويا، الذي نستخرجه من السواحل المغربية لاستخدامه في صناعة الخرسانة، هذه الصناعة تنطوي على آثار بيئية سلبية، إذ تساهم في زيادة البصمة الكربونية للبناء في المغرب، كما أنها لا توفر بالضرورة الراحة الحرارية المطلوبة للسكان، سواء في فصل الصيف أو الشتاء”.

أما أستاذ التاريخ يونس فهيد، فقد تطرق في مداخلته إلى الرياضة ودورها الديبلوماسي في تعزيز مكانة المغرب، حيث قال في تصريحه لسفيركم: “اليوم، حظيت بفرصة تقديم مداخلة حول الرياضة، وبشكل خاص دورها كأداة دبلوماسية لتعزيز مكانة المغرب. هذا الموضوع يكتسي أهمية خاصة لأنه يعكس جوهر تاريخ المغرب، الذي تطبعه مجموعة من الإنجازات والطموحات، وخاصة تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس”، مؤكدا على أن المملكة تستخدم الرياضة كرافعة للدبلوماسية، وخاصة من خلال استضافة كأس العالم 2030.

وقال يونس فهيد: “كان الهدف من مداخلتي هو استكشاف دوافع المغرب للتوجه نحو الدبلوماسية الرياضية، بهدف تعزيز موقعه كدولة مؤثرة على الساحة الدولية، كما أشرت إلى الأهمية التي أضافها الملك الراحل جلالة المغفور له الحسن الثاني، وكذلك جلالة الملك محمد السادس، في هذا السياق”.

ووجهت سارة بوزوبع وهي محامية قي هيئة باريس، شكرها للقنصل العام للمملكة المغربية في باريس؛ ندى البقالي، على توجيه الدعوة لها من أجل حضور اللقاء المنظم في دار المغرب، تحت شعار “المغرب.. مملكة التحديات”، مشيرة إلى أن هذه الفعالية تخللتها مداخلات مميزة قدمها مجموعة من الكفاءات المغربية في فرنسا، التي قدمت رؤى حول مستقبل المغرب من خلال مواضيع تغطي قطاعات مختلفة.

وأردفت المتحدثة ذاتها قائلة: “ما يمكن أن نستنتجه هو أن المغرب بلد واعد، الحياة فيه مريحة، والبيئة الاستثمارية جذابة، والأفضل قادم في المستقبل، ولهذا نشكر جلالة الملك محمد السادس على كل ما يبذله من مجهودات لتشجيع الاستثمار”.

وأعربت صونيا كودري، وهي متخصصة في شؤون الجالية الفرنسية المسلمة، عن سعادتها بالمشاركة في هذا اللقاء الذي ضم نخبة من أفراد الجالية المغربية المقيمة في فرنسا، قائلة: “شاركت اليوم بكتاب “فرنسا، أحبك لكنني رحلت”، الذي يتناول موضوع الجالية الفرنسية المسلمة، وتحدثت بشكل خاص عن تلك الفئة التي تستقر في المغرب، الذي أصبح في السنوات الأخيرة وجهة الفرنسيين المميزة من أجل الاستقرار”، مضيفة أن أن هذا الوضع يطرح أيضا مجموعة من التحديات، خاصة فيما يتعلق بسوق الشغل المغربي وحياة السكان المحليين.

وخلصت صونيا بالقول: “كان من دواعي سروري المشاركة اليوم في هذا اللقاء، وأشعر بالسعادة لأن أكون من بين الشباب الفرنسيين المغاربة المتعلمين والذين حققوا التميز في مجالات مختلفة، وأفتخر بأنني حظيت بشرف التفاعل معهم في هذه الفعالية الخاصة”.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)