أفادت صحيفة “لوبوان” الفرنسية بأن المغرب ينهج استراتيجية متكاملة ومتطورة في مكافحة “الخلايا الإرهابية”.
وأوردت الصحيفة الفرنسية في تقرير لها، بأن النهج المغربي في هذا الباب، والذي يجمع بين الضربات الاستباقية، والتعاون الإقليمي، والتحصين الفكري، يظل نموذجا فاعلا في التصدي لظاهرة الإرهاب في المنطقة.
كما أكدت تفوق المملكة في تعزيز موقعها كفاعل أساسي في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، حيث لم يعد التعاون يقتصر على تبادل المعلومات الاستخباراتية، بل امتد ليشمل أيضا التنسيق القضائي المشترك في قضايا الإرهاب.
وتحدثت الصحيفة من جهة أخرى، عن المقاربة الدينية والفكرية التي تنهجها المملكة، لمواجهة التطرف، مشيرة إلى أنه تم تنفيذ إصلاحات جوهرية في المجال الديني، في إشارة إلى تأسيس المجالس العلمية الجهوية، ومنح المجلس العلمي الأعلى صلاحية إصدار الفتاوى لضمان خطاب ديني موحد ومتوازن.
كما ذكَّرت ببرنامج “مصالحة” الذي أطلقه المغرب سنة 2017، داخل السجون، بهدف إعادة تأهيل المعتقلين المتورطين في قضايا الإرهاب، وتعريفهم بالتفسيرات الصحيحة للنصوص الدينية.
وهو البرنامج الذي ساعد 331 شخصا على مراجعة أفكارهم، حيث حصل 177 منهم على عفو ملكي، بينما تم تخفيف أحكام 39 آخرين، دون تسجيل أي حالات انتكاس أو عودة إلى الفكر المتطرف.
ووفقا لذات “الصحيفة” فإن المغرب قد نجح في فرض نفسه كفاعل رئيسي في مجال تكوين الأئمة ونشر الإسلام الوسطي، ليس فقط في إفريقيا، بل على مستوى أوسع.
حيث سبق وأبرمت المملكة، اتفاقيات ثنائية مع عدة دول، من بينها مالي، كوت ديفوار، السنغال، غينيا، تونس، تشاد، وفرنسا، مما سمح بتكوين مئات الأئمة داخل المعاهد الدينية المغربية، وعلى رأسها معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، الذي يؤهل سنويا 150 إمامًا و50 مرشدة دينية، مساهما بذلك في تحصين المجتمعات الهشة ضد الفكر المتطرف.