لوحتان نادرتان لسفراء مغاربة في إنجلترا معروضتان للبيع مقابل 450 ألف يورو

يعرض معرض “كوغيل” في العاصمة الفرنسية باريس لوحتين فنيتين نادرتين للبيع في مزاد علني بسعر 450.000 يورو، تظهران سفراء المغرب في إنجلترا، وتجسدان تاريخ الديبلوماسية المغربية.

ويعود تاريخ اللوحتين المعروضتين للبيع منذ أكتوبر الماضي، إلى القرن 18 عشر، حيث تُبرزان جوانب من التاريخ الديبلوماسي المغربي، كما تعتبران شاهدة على العلاقات الرابطة بين المغرب وبريطانيا وأوروبا بصفة عامة.

وتوجد هذه التحف الفنية لسفراء المغرب في لندن، في معرض “كوغيل” المتواجد في فندق “كولوت” بباريس، الذي يقدم مجموعة واسعة من التحف الفنية التي تشمل أعمالا متنوعة، من قبيل الحلي والأثاث والمنحوتات واللوحات والأشياء الثمينة، والتي تغطي عدة قرون بدءا من العصور الوسطى إلى القرن التاسع عشر، والمتواجدة في غرف مجهزة بديكورات ولمسات فنية دقيقة تعكس الطابع الزمني للأعمال المعروضة.

وتجسد اللوحة الأولى، بورتريه من إبداع الرسام الشهير مايكل داهل، للحاج عبد القادر بيريز، وهو أدميرال وديبلوماسي ⁧‫مغربي من أصول أندلسية كانت أسرته مستقرة بقصبة الوداية بالعاصمة الرباط، والذي كان في فترة حكم السلطان مولاي اسماعيل قد أُرسل مبعوثا إلى ملك ⁧‫إنجلترا ‬⁩جورج الأول في سنة 1723، ثم سفيرا إلى ⁧‫هولندا‬⁩ في سنة 1730.

ويظهر الأدميرال المغربي في اللوحة وهو يرتدي زيا تقليديا مغربيا، بسلهامه الأحمر وعمامته البيضاء، وسيفه الأسود، كما أن الخلفية السوداء تعكس الجانب الآخر من شخصيته، من خلال رسمة القاربين التي تشير بشكل ضمني إلى تجربته كقرصان قبل أن يصبح سفيرا، وجاءت هذه اللوحة الشهيرة مرفوقة بتعليق على اليسار يشير إلى الشخصية المرسومة “الأدميرال الحاج عبد القادر بيريز”.

بينما تعود اللوحة الثانية، التي رسمها الفنان البولندي-البريطاني إينوش سيمان، إلى السفير محمد بن علي البقولي الذي كان خلفا للأدميرال عبد القادر بيريز، والذي كان قد عين مبعوثا ثانيا للملك جورج خلال الفترة الممتدة من 1725 إلى 1727.

وتصور هذه اللوحة السفير المغربي وهو واقف بشموخ وأنفة، مرتديا القفطان المغربي التقليدي، والبرنوس الأمازيغي التقليدي، كما أن أسلوب رسمها يعكس المكانة الرفيعة لمبعوث المملكة الشريفة ودوره الهام في تعزيز العلاقات المغربية البريطانية.

ودعا عدد من المهتمين بالشأن الثقافي المغربي، ومجموعة من الإعلاميين، الجهات المعنية إلى اقتناء اللوحتان لكونهما ليستا مجرد أعمال فنية، بل تجسدان حقبة زمنية تخللتها علاقات ومبادلات ثقافية وتجارية بين المغرب وبريطانيا، مؤكدبن أن المكان الطبيعي لمثل هذه التحف الفنية هو المتاحف المغربية.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)