قال محمد لوليشكي، المندوب الدائم السابق للمغرب لدى الأمم المتحدة، إن المملكة المغربية لا تسعى من خلال مبادرة “المنفذ الأطلسي”، إلى وضع نفسه كقائد في المنطقة، بل يهدف من خلال هذه المبادرة إلى القيام بدور الشريك، مع استعداده لبناء مساحة للسلام والتنمية المشتركة تحت صيغة “جنوب – جنوب”.
وأضاف لوليشكي في تصريح لمجلة “جون أفريك” الفرنسية، بأن المغرب ليس في منافسة مع أحد، من خلال هذه المبادرة الملكية، مشيرا إلى أن المبادرة تهدف إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، مع وجود إمكانيات بأن تعود بالنفع على إفريقيا كلها.
وجدد لوليشكي الخبير البارز بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد من خلال حديثه مع مجلة “جون أفريك” المهتمة بالشؤون الإفريقية، ما سبق أن أكد عليه في تصريحات صحفية سابقة، حيث اعتبر أن هذه المبادرة تفتح آفاقا واعدة من أجل فضاء أطلسي موسع.
وأوضح لوليشكي في هذا السياق، خلال حديثه على هامش تقديم النسخة الـ10 من تقرير “تيارات أطلسية”، أن الملك محمد السادس “استشرف إمكانيات واعدة جدا، ليس فقط للبلدان المطلة على المحيط الأطلسي، بل للقارة الإفريقية بأكملها”، حيث من المتوق أن تعمل على تعزيزوتوطيد مسار التكامل بين البلدان الإفريقية، مشيرا إلى أن هناك “زخما في طور التشكل من أجل ضمان التقاء ديناميتي شرق المحيط الأطلسي وغربه”.
هذا وتجدر الإشارة إلى مبادة “المنفذ الأطلسي”، كان قد أعلن عنها الملك محمد السادس في خطاب المسيرة الخضراء الأخير، وقد لقيت ترحيبا كبيرا من طرف البلدان المعنية، وأعلنت 4 دول تأكيدها على الانخراط في هذه المبادرة، ويتعلق الأمر بكل من مالي والتشاد والنيجر وبوركينا فاسو.
وتُرتكز هذه المبادرة على منح بلدان الساحل التي لا تتوفر على أي منفذ على الواجهة البحرية، (منحها) الواجهة الأطلسية المغربية في الصحراء، كمنفذ يُمكنها أن تعتمد عليه في التجارة الخارجية، خاصة أن المغرب يبني ميناء الداخلة الأطلسي الذي سيكون بوابة نحو العالم.
ويهدف المغرب من خلال هذه المبادرة، إلى تعزيز علاقاته وشراكاته مع هذه البلدان، وكسب دعمها السياسي الخصوص في قضية الصحراء، وفي نفس الوقت تستفيد هذه البلدان من البنية التحتية المغربية وموانئه لتعزيز علاقاتها التجارية مع باقي بلدان العالم.
تعليقات( 0 )