تنعقد في مدينة إسطنبول التركية أشغال مؤتمر الأممية الاشتراكية، الذي يضم أكثر من 131 حزبا ومنظمة وتيارا اشتراكيا من مختلف أنحاء العالم، بمشاركة وفود مغربية تمثل الأحزاب الاشتراكية الوطنية، وعلى رأسها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي لطالما ارتبط اسمه بهذا التجمع الاشتراكي العالمي.
ويشهد المؤتمر، إلى جانب مشاركة وفد يمثل جبهة البوليساريو الانفصالية – كما جرت العادة في مؤتمرات ولقاءات هذه المنظمة – مشاركة رسمية لحركة “صحراويون من أجل السلام”، وهي حركة صحراوية مناوئة للبوليساريو من داخل المخيمات، تدعو إلى حل النزاع على أساس مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وتُعد مشاركة هذه الحركة نقطة فاصلة ومهمة في تاريخ الأممية الاشتراكية، التي ظلت البوليساريو تهيمن على خطابها داخلها بدعم من معظم الأحزاب والمنظمات الاشتراكية، وتشكل هذه المشاركة أيضا إيذانا بانتهاء مقولة “البوليساريو الممثل الوحيد للصحراويين”.
وفي هذا السياق، صرّح السالك رحال، الناطق الرسمي باسم حركة “صحراويون من أجل السلام”، بأن “هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها كسر احتكار جبهة البوليساريو لتمثيل الصحراويين، بعد نصف قرن من ادعاءها أنها الممثل الشرعي والوحيد”، مضيفا: “نحن اليوم أمام واقع جديد تُبرز فيه حركتنا صوتا آخر غير صوت البندقية”.
وأضاف السالك، في تصريح لموقع “سفيركم”، أن “مشاركة الحركة في مؤتمر الأممية الاشتراكية الدولية بإسطنبول تُعد خطوة مهمة لإسماع العالم صوتا صحراويا بديلا عن خطاب البوليساريو القائم على الدماء والدموع، صوتًا يؤمن بالسلام كطريق نحو حل عادل ومقبول لهذا النزاع طويل الأمد”.
وفيما يخص أهمية هذه المشاركة، أوضح الناطق الرسمي للحركة أن “أهميتها تكمن في توضيح حقيقة النزاع والدور الواضح للجزائر فيه، حيث تسيطر على جبهة البوليساريو وتعرقل كل الجهود الدولية لإيجاد حل، رغم أن مجلس الأمن وأزيد من 113 دولة في العالم يعتبرون مبادرة الحكم الذاتي المغربية حلا واقعيا”.
وأكد المتحدث أن “هذا الحل يشكل، من منظور حركتنا، انطلاقة مهمة نحو تسوية كريمة وشاملة، تنهي الشتات الأسري ومعاناة أبناء عمومتنا في مخيمات تندوف بالأراضي الجزائرية”، مشيرا إلى أن “المشاركة تأتي في سياق دولي حساس، تزامنا مع تحديد ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة، فترة ثلاثة أشهر وصفها بـ’الحاسمة’ قبيل صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة في أكتوبر المقبل”.
وتجدر الإشارة إلى أن “صحراويون من أجل السلام” ظهرت في أبريل 2020، وانبثقت عن “المبادرة الصحراوية من أجل التغيير”، وتطالب بإعادة النظر في كيفية التعاطي مع ملف الصحراء داخل المخيمات، وقد واجهت الحركة الرفض والإقصاء، خاصة وأنها تعتبر مبادرة الحكم الذاتي المغربية قاعدة جيدة لانطلاق حل سلمي للنزاع.
وتتكون الحركة من أعضاء موزعين بين مخيمات تندوف، والأقاليم الجنوبية للمملكة، إضافة إلى إسبانيا ودول أوروبية أخرى، وتؤكد أنها تملك خارطة طريق للحل تبدأ بمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.