تواصل الحكومة البريطانية الجديدة بقيادة زعيم الحزب العمالي، كير ستارمر، في إعطاء مؤشرات إيجابية عن مستقبل علاقاتها مع المملكة المغربية، مما يشير إلى أن العلاقات لن تعرف أي انحراف عن المسار الذي ترغب فيه كل من الرباط ولندن.
آخر المؤشرات الإيجابية هو الموقف الذي أعلنت عنه حكومة ستارمر في الأيام الأخيرة، بخصوص الشراكة التجارية مع المغرب وارتباطها بإقليم الصحراء المغربية، حيث أوضحت بأنها لا تعتبر أن النشاط التجاري في الصحراء غير قانوني.
وكانت جبهة البوليساريو تأمل في أن تتخذ حكومة ستارمر اليسارية موقفا مخالفا، إذ سبق أن تقدمت بعدة مطالب تدعو فيها لندن بعدم الدخول في اتفاق تجاري مع المغرب يشمل إقليم الصحراء.
ووفق ما سبق أن نشرته جريدة “سفيركم” الالكترونية، فإنه كان من المتوقع أن لا تتخذ الحكومة البريطانية الجديدة أي موقف مخالف في اتفاق الشراكة التجارية مع المغرب، بالنظر إلى أن لندن في حاجة لهذه الشراكة مع الرباط بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
كما أن برقية التهنئة التي بعث بها الملك محمد السادس إلى كير ستارمر، بمناسبة تعيينه رئيسا لوزراء بريطانيا، أعطت بدورها مؤشرات إيجابية على استمرار العلاقات المتينة التي تشهدها المغرب وبريطانيا منذ عقود طويلة.
وأعرب الملك محمد السادس في برقيته لستارمر عن “مدى ارتياحي للمستوى المتميز لعلاقات الصداقة المتينة والتعاون الوثيق التي تربط بين المملكتين المغربية والبريطانية، مؤكدا لكم حرصي القوي على العمل سويا معكم من أجل المضي قدما في ترسيخ هذه الروابط العريقة، بما يضفي دينامية جديدة على شراكتنا الاستراتيجية الواعدة، ويعزز نهج التشاور الفعال والتنسيق البناء بين بلدينا إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
ويُشار إلى أن العلاقات المغربية البريطانية شهدت في السنوات الأخيرة، وبالأخص بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فيما يُعرف بـ”البريكسيت”، تطورا كبيرا، حيث لجأت لندن إلى تعميق شراكتها مع المغرب في التجارة والفلاحة، من أجل تعويض خروجها من بروكسيل.
ويُرتقب أن ترتفع العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين إلى مستويات أكبر في السنوات المقبلة، خاصة أن الرباط ولندن وقعا العديد من الاتفاقيات في السنوات القليلة الماضية.
تعليقات( 0 )