تواصل مالي مساعي تجهيز قواتها العسكرية، في ظل المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد بعد إسقاط النظام السابق منذ سنوات، حيث ترغب باماكو في تأسيس جيش قوي قادر على التعامل مع التحديات الأمنية، خاصة في شمال البلاد حيث تنتشر الجماعات المسلحة المدعومة من الجزائر.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة “مالي أكتو“، أن وفدا من القوات المسلحة الملكية المغربية، برئاسة الجنرال عبد الغني موهيب، حل بالعاصمة المالية أمس الاثنين ضيفا على وزارة الدفاع والمحاربين القدامى في مالي.
ووفقا لذات المصدر، فإن هذه الزيارة تأتي في إطار الاجتماع الأول للجنة العسكرية المشتركة بين مالي والمغرب، وهو لقاء يمتد لثلاثة أيام بهدف تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وبالخصوص مناقشة مجالي تكوين وتجهيز القوات المسلحة المالية.
وذكرت الصحيفة المالية أن الجنرال عمر ديارا، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة المالية، أعرب في الاجتماع عن ارتياحه لعقد هذا اللقاء، واصفا إياه بأنه يتماشى مع الرؤية السياسية لرئيس المرحلة الانتقالية، كما حث الوفدين على تبني نهج قائم على الاحترام وروح الفريق والتعاون البناء لما فيه مصلحة البلدين.
ونقلت صحيفة “مالي أكتو” ما قاله الجنرال عبد الغني موهيب الذي أعرب عن امتتانه للسلطات العليا في كلا البلدين على التزامها بتعزيز الشراكة العسكرية، وأكد أن المغرب ومالي تربطهما منذ سنوات طويلة علاقات تعاون مثمرة في عدة مجالات، مشددًا على التزام المغرب بدعم منطقة الساحل في مواجهة التحديات الأمنية الحالية.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين المغرب ومالي تشهد تطورا إيجابيا كبيرا في السنوات الأخيرة، ولا سيما أن باماكو ترغب في الاستفادة من التجربة المغربية في مجال تكوين القوات المسلحة، حيث يُعتبر المغرب رائدا في هذا المجال على الصعيد القاري.
كما تسعى باماكو من خلال هذا التعاون للرفع من قدراتها العسكرية لمواجهة حالة عدم الاستقرار التي توجد عليها مناطق في شمال البلاد، إذ تنتشر جماعات مسلحة تطالب بالانفصال، وهي جماعات مدعومة من الجزائر، وهو الأمر الذي خلق أزمة سياسية بين الجزائر ومالي في السنتين الأخيريتين، حيث تتهم مالي الجزائر بالتدخل في شؤونها الداخلية.