كثيرا ما تسائلنا عن سر اختلاف تسمية المنتخبات الإفريقية، على الرغم من أنها تجمعها قارة واحدة، فوراء كل تسمية تكمن قصة تعود لسبب تاريخي أو حكاية معروفة أو حيوان وعنصر مرتبط بحضارة البلد.
ومع اقتراب مباريات كأس الأمم الإفريقية التي ستنطلق بساحل العاج، في 13 من يناير الجاري وإلى غاية 11 من فبراير المقبل، نكشف مجموعة من الأسرار وراء تسمية بعض المنتخبات المشاركة في هذه التظاهرة الرياضية القارية.
ومايميز المنتخبات الإفريقية المشاركة هو القاسم المشترك بينها، الذي يجعلها متفردة عن منتخبات أوروبا وآسيا وأمريكا، حيث أن أغلبها ملقب بأسماء حيوانات عديدة تشكل إفريقيا موطنها الوحيد، فمن الأسود والفهود، إلى الأفيال والنسور وكذا الأفاعي.
أسماء حيوانات
والبداية ستكون مع المغرب، حيث يلقب المنتخب الوطني بـ”أسود الأطلس”، وهي فصيلة نادرة من الأسود، تعتبر منطقة شمال إفريقيا موطنها الوحيد، لكنها انقرضت قبل نحو قرن من الزمن، لكن سنة 2022 عرفت ولادة 5 أشبال من “أسود الأطلس”، وتأهل خلال نفس السنة المنتخب الوطني إلى مونديال قطر، محققا نجاحا باهرا حجز من خلاله مكانا بين المنتخبات الأربعة الأولى في العالم.
وفيما يتعلق بالكونغو الديمقراطية، فقد كان منتخب البلد في التسعينيات، ملقبا بالفهود نسبة لرمز الدولة، أي حين كان اسم الدولة “زايير”، لكن عقب تغيير اسمها إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية، اختير لقب “سيمبا” للمنتخب الوطني، ووسط مطالبات جماعية بتغييره قررت الدولة إعادة تسمية المنتخب “بالفهود”.
بدورها، اختارت الكاميرون لقب “الأسود” لكن مع إضافة عبارة أخرى ليكون اللقب كاملا “الأسود غير المروضة”، وهو لقب المنتخب التاريخي والأكثر شهرة، خاصة بفضل ميلا الذي كان قد قاد الكاميرون لربع نهائي كأس العالم 1990، باعتباره أول منتخب أفريقي يبلغ هذا الدور.
ومن الواضح أن الأسود رمز للقوة والتفرد في إفريقيا، فحتى السنغال تطلق على منتخبها الوطني “أسود التيرانغا”، والتيرانغا تعني بلغة ولوف المحلية “الضيافة”، وتميز كل من تيرانغا أسود السنغال عن أسود الأطلس والأسود الكاميرونية.
ويلقب لاعبو المنتخب الوطني لدولة ساحل العاج بالأفيال، استنادا إلى لقب البلاد “العاج”، خاصة وأن البلد معروفة بالفيلة وتعد مصدرا مهما للعاج الذي يتم استعماله في صناعة الأسنان، ويدل اللقب على قوة وبسالة لاعبي المنتخب.
الثعالب
غينيا بيساو: يلقب المنتخب الوطني لهذه الدولة بـ “دجورتوس”، وهو فصيلة نادرة وضخمة من الثعالب، تشبه كثيرا الكلاب البرية، وتعرف بقوتها وشراستها، وهي جزء مهم من موروث هذا البلد وعناصره الثقافية.
فيما اختارت الجزائر أن تلقب منتخب الخضر بلقب “ثعالب الصحراء”، في إشارة إلى حيوان “الفنك” المعروف عندهم في البلاد والذي يعيش في الجنوب بالصحاري.
ويطلق على منتخب الرأس الأخضر لقب “القروش الزرقاء”، نظرا للطبيعة الجغرافية للبلد الذي يتكون من أرخبيل قبالة السنغال، وعن دلالة اختيار حيوان القرش فراجع لكونه من الحيوانات المعروفة بثقافتها الهجومية، أما اللون الأزرق فيعود للون علم البلد.
الموزمبيق: يلقب منتخبها الوطني بـ”المامبا” أو “الأفاعي السوداء”، وهذا النوع من الأفاعي يتخذ من القارة السوداء موطنا له، وتستعد الأفاعي السوداء أيضا لأن تلذغ في ساحل العاج.
وليس ببعيد عن الزواحف والحشرات، اختارت غامبيا إطلاق لقب “العقارب” على منتخب بلادها، ومن الممكن أن تلدغ مرة أخرى في ساحل العاج بعدما لدغت وصبت سمها في كل من تونس وغينيا في الدورة السابقة.
واستمدت بوركينا فاسو لقب منتخبها الوطني من شعار البلاد الذي يظهر حصانين يرفعان رمحين ويتوسطها العلم، ويرمز للقوة البدنية للاعبين التي تشبه الأحصنة، كما أن القصة وراء هذه التسمية تعود إلى التاريخ، حيث كانت أميرة قبائل “موسي” تجيد استعمال الرماح وتركب على الخيول.
النسور:
فيما يلقب منتخب نيجيريا بـ “النسور الخضراء الخارقة”، نسبة إلى قوة اللاعبين واستحضارا لتاريخهم المجيد خاصة في فترة التسعينيات، التي تألقت فيها كرة القدم النيجيرية كثيرا، وكذا نسبة إلى لون علم البلاد “الأخضر”.
وتلقب مالي منتخبها بالنسور، وتعود هذه التسمية إلى السبعينيات، حين قدم المدرب الألماني كارل هاينز فيغانغ، للمنتخب المالي أقمصة للاعبين مرسوم عليها نسر كبير، ليصبح منذ ذلك الحين لقب النسور لصيقا بالمنهج المالي وبالبلد بصفة عامة.
ووقع اختيار تونس أيضا على هذا الحيوان ليمثل منتخبها الوطني، ومن أجل أن تميزه عن النسور الأخرى، أضافت له لقب قرطاج الذي يرمز للحضارة الرومانية التي حكمت المنطقة قبل الميلاد.
ألقاب من عمق الحضارة
مصر: يلقب المنتخب المصري بـ “الفراعنة” نسبة إلى الحضارة الفرعونية القديمة التي تعود لأزيد من 3000 سنة، المعروفة بقوتها وجبروتها، كما هو الشأن بالنسبة لمنتخبها الذي سبق وتوج بسبعة ألقاب في كأس أمم إفريقيا .
أما تنزانيا فقد استوحت لقب منتخبها الوطني من تنوع الموروث الثقافي للبلد الذي يضم 26 منطقة، حيث أسمته بـ “نجوم ملوك الطوائف”.
وتعود تسمية زامبيا لمنتخبها الوطني بـ”شيبولوبولو” نسبة إلى الرصاصات النحاسية، خاصة وأن البلد معروف جدا بالثروات النحاسية التي يكتنزها في باطنه.
تعليقات( 0 )