على الرغم من تعدد الديانات، إلا أن قصص العائدين من الموت تبقى واحدة، قد تختلف التفاصيل، لكن جميع من مروا من هذه التجربة أجمعوا على مشاهد مشتركة، تختلط فيها الأوهام والأحلام مع الواقع والحقيقة؛ نفق مظلم، شريط من الذكريات، وضوء رباني شديد البياض، إضافة إلى أشخاص بملامح ممسوحة يهمسون باسمك ثم أقرباء فارقوا الحياة منذ أعوام يستقبلونك، كلها مشاهد عاشها أشخاص كانوا على وشك اكتشاف ما بعد الحياة، قبل أن يأذن لهم الله باستئناف الحياة من جديد، فكيف يفسر العلم ظاهرة ما بعد الحياة، أو قصص العائدين من الموت؟.
افتتح موقع “The Daily Mail” مقاله عن قصص العائدين من الموت بالتأكيد على أن مجموعة من الباحثين الذين قاموا بدراسة حالات هؤلاء الأشخاص، ظنوا أنهم اكتشفوا أبعاد أخرى للحقيقة.
وتابع الموقع أن دراسة جديدة نشرت في الأسبوع الماضي، وجدت أن عددا مهما من الأشخاص يبقون في حالة وعي لحوالي ساعة بعد توقف قلبهم عن النبض، حيث صرح الدكتور سام بارنيا، كبير مؤلفي الدراسة وطبيب الرعاية الحرجة في مركز لانجون الصحي بمدينة نيويورك، قائلا: “على الرغم من أن الأطباء اعتقدوا طويلاً أن الدماغ يعاني من تلف دائم بعد حوالي 10 دقائق من توقف القلب عن تزويده بالأكسجين، إلا أن أعمالنا أظهرت أن الدماغ يمكن أن يظهر علامات استعادة كهربائية بعيدًا عند استمرار عمليات إنعاش القلب والرئتين”.
وأورد الموقع مجموعة من القصص المختلفة لتجربة العودة من الموت على لسان مجموعة من المرضى منهم من فضلوا عدم الكشف عن هويتهم مكتفين بكلمة “مريض” مرفوقة برقم تسلسلي.
الأوهام والأحلام:
وقال المريض رقم 1: “سمعت اسمي مرارًا وتكرارًا. كانت من حولي أشياء مثل الشياطين والوحوش، كان الشعور كأنهم يحاولون تمزيق أجزاء من جسدي، وصاح مرة أخرى أحد المرضى في الزاوية العلوية اليمنى من المكان الذي كنت فيه باسمي، كنت أرى شخصًا، كانت ملامحه ممسوحة، لكنه كان شكل رجل، صاح باسمي وأمسك بيدي قبل أن يفوت الأوان، بادرت بمد يدي وشعرت بشخص ما يجذبني نحوه، ثم سمعت “هل هي تتنفس؟ هل هي تتنفس؟”.
بالنسبة للمريض رقم 2: “أتذكر أنني كنت في حقل شاسع مع خيام رمادية منتشرة في كل مكان، كان هناك أشكال بلا وجوه، أتذكر أنني مشيت بعيدًا على جانبي الوادي، حيث كان هناك رجال يرتدون ثيابًا بيضاء وأقنعة تخفي وجوههم، آخر ما أتذكره هو أنهم أشاروا إلي جميعًا، ثم ابتلع اللون الرمادي العالم”.
وأكد المريض رقم 3: “جاء رجل إلي لرؤيتي، وسار لمسافة تبلغ 2 إلى 3 أقدام أمامي بزاوية 30 درجة من نقطة البداية التي تبعد عني بـ10 أقدام تقريبًا، بدا وكأنه من رجال عصابات من الأربعينات، كان أنفه طويلا، كان لديه تسريحة شعر مختلفة، (كانت جوانب الرأس محلوقة وتم ترك الجزء العلوي والخلفي طويلا)، ووجهًا، كما يقولون؛ لا يمكن أن تحبه سوى أمه… كان خائفًا وغاضبًا وعدوانيًا”.
وأوضح المريض رقم 4: “شعرت وكأن شخصًا ما كان يمسك بيدي، كان السواد كثيفًا، لم أستطع رؤية أي شيء”.
رؤية النور:
وأشار المريض رقم 5: “أتذكر مخلوقا من الضوء… يقف بجواري، كان يظهر كبرج عالي، غير واضح، قوي وعظيم يشع فقط دفئا ومحبة… رأيت لحظات من حياتي وشعرت بالفخر والمحبة والفرح والحزن، مشاعر كلها كانت تنهمر.، كانت كل صورة لي، لكن من وجهة نظر كائن يقف معي وينظر… أُظهرت لي نتائج حياتي، آلاف الأشخاص الذين تفاعلت معهم وشعرت بما شعروا به من جهتي، رأيت حياتهم وكيف أثَّرتُ فيهم، بعد ذلك رأيت نتائج حياتي وتأثير أفعالي”.
في حين الحالة رقم 6 أكدت : “ذهبت مباشرة إلى مكان مضيء، كان هادئًا… المكان الذي كنت فيه كان مشابهًا بطريقة ما للمدخل الخارجي… كان هناك كائن محبة كبير وكائنات محبة أخرى كثيرة… لم يكن هناك شيء إلا المحبة والخير والحقيقة وكل شيء يتعلق بالمحبة، لم يكن هناك مكان للخوف أو الشر أو أي شيء آخر غير هذا الحب، كان أروع من آمالي وأفضل تجاربي، كان يتجاوز المحبة والمثالية، كما نعرفها في عالمنا البشري، ليس هناك كلمات لوصفه، كنت سعيدًا جدًا بوجودي هناك”.
الانفصال عن الجسد:
بينما المريض رقم 7: “كنت أستطيع أن أرى ما كان يحدث… وقفت بجانب السرير، كان ذلك غريبًا جدا”.
وجاء في تصريح المريض رقم 8: “لم أعد في جسدي، صعدت إلى الأعلى بدون وزني، كنت فوق جسدي وتحت سقف غرفة العناية المشددة، راقبت المشهد الذي كان يجري أدناه… أنا، الذي لم أعد في جسمي الذي كان يخصني للتو، وجدت نفسي في موقع أكثر ارتفاعًا. إنه مكان لا علاقة له بأي نوع من التجربة المادية”.
أما المريض رقم 9 فقال: “سُئلت ما إذا كنت أرغب في العودة (ومعناها هناك) أم كنت أرغب في العودة إلى هنا (الحياة)، قلت لهم إن أبنائي الاثنين بحاجتي ويجب أن أعود، في لحظة واحدة كنت في جسدي مرة أخرى وأشعر بألم مفاصلي المؤلم يتصاعد، لا أتذكر حقًا ما كان يحدث من حولي في تلك اللحظة، فقط أني أشعر بألم”.
العناية الطبية:
وصرح المريض رقم 10 بالقول: “شعرت وكأن شخصًا ما كان يضغط بقوة على صدري. كنت أحاول دفعهم، لكن يدي كانت تشعر وكأنها مربوطة”.
وأبرز المريض رقم 11: “سمعت شريكي يقول اسمي وابني يقول “أمي”.
وكشف المريض رقم 12: “أتذكر أنني نظرت إلى الممرضة وطلبت المساعدة في التنفس، ثم استيقظت في وحدة العناية المركزة”.
وبين المريض رقم 13: “شعرت بأحدهم يقوم بشيء على صدري، لم أستطع أن أشعر بالضغط الفعلي، ولكن كنت أستطيع أن أشعر بشخص يفرك بشدة”.
اللقاء مع الأحبة الميتين:
فيما حكى المريض رقم 18: “أتذكر أنني رأيت والدي”
وجاء على لسان المريض رقم 19: “اعتقدت أنني سمعت جدتي التي توفيت قبل أعوام، تقول: يجب عليك العودة”.
وتجدر الإشارة إلى أن عالم الجيولوجيا السويسري ألبرت هايم، والذي كان متسلق جبال، عاش في سنة 1892، تجربة “موت وشيك”، حكى تفاصيلها في كتابه المعنون بـ “ملاحظات بشأن الموت خلال السقوط”،ويتضمن الكتاب قصص وتجارب الشخصية مع الموت، بالإضافة إلى حوارات مع متسلقين آخرين عاشوا نفس التجربة.
وجدير بالذكر أيضا أن العلم يرفض اعتبار هذه التجارب حقيقة، حيث يعلل ما يحدث لأغلب من عاشوا نفس التجارب، بحدوث تفاعلات كيميائية حيوية داخل الدماغ، وأن التصورات الحسية هي التي تُولد هذه “الرؤى”، خاصة في حالة يكون فيها الجسد تحت توتر كبير واستثنائي يستشعر فيه خطر الموت.
تعليقات( 0 )