محلل سياسي: مبادرة الملك تجاه فلسطين تجسيد للعمل الملموس الذي يتجاوز صدى الأقوال

تمثل التعليمات الملكية بتوجيه مساعدات طبية إلى السكان الفلسطينيين في قطاع غزة، امتدادا للعناية الملكية الموصولة بالفلسطينيين وللمبادرات التاريخية التي التزمت بها المملكة المغربية دوما لدعم صمود الفلسطينيين وحقوقهم العادلة.

وفي هذا السياق قال محمد بودن خبير في الشؤون الدولية المعاصرة، في تصريحه لجريدة “سفيركم”، “إن المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة المغربية تأتي استكمالا للجهود الإنسانية المتوالية التي قامت بها في مختلف المناسبات كان آخرها المساعدات الغذائية التي تم توجيهها خلال شهر رمضان الأخير في إختراق بري غير مسبوق عبر معبر كرم أبو سالم”.

وأوضح بودن أن الجهود الحثيثة للمملكة المغربية تجاه فلسطين لطالما زرعت الأمل وكانت منطلقاتها قيم ومعاني التضامن المتأصل وهي تجسيد للعمل الملموس الذي يتجاوز صدى الأقوال.

كما أشار المتحدث ذاته إلى أن الأمر يتعلق بمكرمة ملكية تنضاف لسجل مبادرات جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس من أجل دعم وعون فلسطين، ومن حيث نوعية وتوقيت المساعدات الإنسانية وكميتها المقدرة ب 40 طن، فإنها تعبر عن دراية المملكة المغربية وشعورها بحجم الاحتياجات الملحة في قطاع غزة حيث تعاني المنظومة الصحية بالقطاع من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية والعناية بالمرضى والمصابين من البالغين والأطفال.

ومن ناحية أخرى، ذكر بودن أن المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة المغربية تمثل كذلك تعبيرا عن الموقف المبدئي للمملكة المغربية بخصوص القضية الفلسطينية باعتبارها ثابتا محوريا في السياسة الخارجية المغربية وبالإضافة للبعدين الإنساني والميداني الذي تقوم بجزء كبير منه وكالة بيت مال القدس منذ 26 عاما، فإن المملكة المغربية تعمل باستمرار على الواجهتين السياسية والدبلوماسية مع القوى الفاعلة دوليا للدفع بمسيرة السلام في الشرق الأوسط والتنبيه لخطورة التصعيد والإجراءات الأحادية التي تقوم بها إسرائيل.

وأكد بودن، أنه لم يكن ممكنا إيصال المساعدات الإنسانية بانسيابية وأمان إلى قطاع غزة دون عمل دبلوماسي مكثف مع مختلف الأطراف في المنطقة وهذا دليل إضافي آخر على أن الدبلوماسية الملكية تتمع بتأثير وتقدير كبيرين لدى الفلسطينيين والإسرائيليين والقوى الدولية الفاعلة لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية مما أسهم في تحقيق هذا الاختراق لصالح السكان الفلسطينيين بقطاع غزة ومن أجل دعم جهود الآليات الإنسانية العاملة بالقطاع في إطار القانون الدولي الإنساني.

وفي هذا الإطار حسب بودن، يمكن القول إن المغرب لا يرى بعيون الآخرين ومستمر بهدوء وتبصر في وضع البلسم لتضميد جراح الأشقاء الفلسطينيين والاستجابة لندائهم بدون كلل.

وخلص محمد بودن خبير الشؤون الدولية المعاصرة، إلى أن المبادرة الإنسانية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس هي أفضل تعبير للعالم عن أهمية مد يد العون للفلسطنيين في هذه الظروف الصعبة.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

مقالات ذات صلة

محمد بودن: زيارة حموشي لألمانيا تفتح فصلا جديدا في العلاقات المغربية – الألمانية

تعزيز التعاون الثنائي محور مباحثات حموشي مع مسؤولين أمنيين بفرنسا

ثباتريو: مونديال 2030 فرصة لتعزيز السلام وإسرائيل ستُرمى إلى مزبلة التاريخ

ألمانيا: مخطط الحكم الذاتي المغربي “أساس جيد للتسوية النهائية” لنزاع الصحراء

انتخابات فرنسا.. “اليمين المتطرف” يُعطي إشارات إيجابية حول العلاقات مع المغرب