متضررو زلزال الحوز.. معاناة تعمقها قسوة العيش في الخيام وصعوبة هجر الديار

تعيش ساكنة إقليمي الحوز وتارودانت ظروفا صعبة بسبب تداعيات زلزال الحوز، الذي ضرب المغرب في 8 شتنبر الماضي.

وللاقتراب أكثر من ظروف عيش هذه الساكنة، توجه “سفيركم” إلى إقليم تارودانت، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها هذه المنطقة، حيث تصل في أحيان كثيرة إلى 49 درجة مئوية،

ثمة أصوات من هذه الساكنة المتضررة تؤكد صعوبة الابتعاد عن الموطن الأصلي، وتشتكي من ظروف صعبة تعيشها داخل الخيام، في ظل ارتفاع درجات الحرارة الموسم.

وتكمن المفارقة، وفق تصريحات مختلفة لبعض المتضررين من الزلزال لموقع “سفيركم”، في “أن سومة الكراء في أولاد برحيل أو مركز تارودانت مرتفعة بسبب انخفاض العرض مقابل كثرة في الطلب”.

ومن التحديات الأخرى، التي تواجه الضحايا، صعوبة رحيل الساكنة عن موطن ولادتها، إذ أن “في حالة انتقالها للعيش في مدينة أولاد برحيل أو تارودانت في شقق للكراء، يصعب على هذه الفئة العيش والتأقلم، أو أن تجد مورد رزق دون ممارسة أنشطتها الفلاحية التي زاولتها ولم تعرف غيرها، مما يفرض عليها أن تبقى رهينة الدعم المباشر التي تأخذه من الدولة”، حسب تصريح أحد المتضررين بجماعة تيكوكة إقليم تارودانت.

ويعتمد أغلب ساكنة هذه المناطق المتضررة من إقليم تارودانت، على الزراعة المعيشية والأنشطة الفلاحية التقليدية، التي لا تحضر بالضرورة في المجال الحضري.

وفي تصريح لمتضرر آخر، يقطن بجماعة أونانين لموقع “سفيركم”، “إن بعض المتضررين يفضلون البقاء في القرية دون الذهاب إلى المدينة لادخار ولو جزء يسير من المبلغ الشهري قصد الصرف منه، وبعض الساكنة تتوفر على بعض الماشية، وهو ما يجعلها متشبثة بالجبل”.

وأضاف المتحدث نفسه أن “صرف دعم البناء على دفعات متفرقة أربك الأسر، وأن المبالغ غير كافية، خصوصا أنه تم إقصاء عدد كبير من الساكنة رغم تقديمها لعدة شكايات”.

وأردف المتحدث “أن هذا الأمر هو الذي دفع بالعديد من الأسر والفئات المتضررة إلى التظاهر أمام عمالة تارودانت، واضطرت للذهاب مشيا على الأقدام لملاقاة والي جهة سوس ماسة السيد السعيد أمزازي في فبراير الماضي بأكادير”.

وقال متحدث آخر من إحدى الدواوير من جماعة سيدي عبد الله أو سعيد، “إن العيش في الخيام أصعب مما يتصور، لكن لا أحد يفكر فينا في ظل تباطؤ البناء وغلاء المعيشة”.

وأضاف المتحدث ذاته، “إن أغلب ساكنة هذه المناطق المتضررة من الزلزال بإقليم تارودانت فقدت رؤوس أغنام ومواش مهمة، والتي تتخذها كمورد للعيش، خصوصا في هذه الأيام التي يتم الإقبال على السياحة الداخلية”.

وقد كشفت رئاسة الحكومة، في شهر يونيو المنصرم، “استفادة 56.607 أسرة إلى غاية متم شهر ماي المنصرم من مبلغ 20.000 درهم، كدفعة أولى لإعادة بناء وتأهيل منازلها، سواء بشكل كلي أو جزئي، وذلك بقيمة مالية تقدر ب 1.1 مليار درهم، ونسبة إنجاز تبلغ 95 بالمائة”.

وحسب بلاغ الحكومة، قد “توصلت 6.927 أسرة بالدفعة الثانية من الدعم المخصص للبناء بقيمة مالية تفوق 122 مليون درهم، واستفادة 872 أسرة من الدفعة الثالثة بقيمة مالية تتجاوز 11 مليون درهم، بالموازاة مع حصول 63.363 أسرة على مبلغ 2500 درهم المخصصة كدعم شهري إلى حدود شهر ماي المنصرم، بقيمة مالية تناهز 1.2 مليار درهم”.

ياسين حكان ( كاتب وباحث)

مقالات ذات صلة

تختلف عادات الاحتفال و”الحب واحد”.. هكذا يُحيي المغاربة عيد المولد النبوي

بحضور أبناء الجالية.. وفد مغربي يشارك في احتفالات عيد المولد النبوي بالسنغال

خبيرة اجتماعية لـ”سفيركم”: إحباط الشباب وراء محاولات الهجرة الجماعية نحو سبتة

نقابة شركة “سامير” تحتج على استمرار حرمان العمال من حقوقهم

مواجهات ليلية بين قوات الأمن وراغبين في اقتحام سبتة تُخلف مصابين بالفنيدق

بمناسبة عيد المولد النبوي.. عفو ملكي يشمل 638 شخصا

مغاربة يحيون ذكرى المولد النبوي والتجار يشكون تراجع الرواج المعهود (فيديو)

حالة استنفار قصوى بين الفنيدق وسبتة بسبب مواجهات بين الأمن والمهاجرين

الملك محمد السادس يترأس إحياء ليلة المولد النبوي بمسجد حسّان بالرباط

تعليقات( 0 )