عاد الجدل من جديد ليُرافق أداء المنتخب الوطني المغربي، خاصة بعد المباراتين الإعداديتين اللتين خاضهما ضد كل من المنتخب التونسي والبنيني. ورغم تسجيل المنتخب الوطني لانتصارين متتاليين على تونس وبنين، بواقع هدفين دون مقابل ضد المنتخب التونسي، وهدف واحد ضد المنتخب البنيني، إلا أن الجمهور المغربي لم يكن راضيا عن أداء كتيبة وليد الركراكي.
وعبر عدد من المغاربة، الذين تابعوا لقاء المنتخب ضد نظيره البنيني، أمس الإثنين، عن عدم رضاهم عن الصورة التي ظهر بها رفاق أشرف حكيمي، في المباراة التي فازوا بها بصعوبة بهدف واحد لصفر، رغم عاملي الأرض والجمهور، الذي حج بكثافة إلى ملعب مدينة فاس.
كما أجمع متابعي الشأن الكروي المغربي على وجود نقائص كثيرة تعتري تشكيلة المنتخب، التي واجه بها منتخبي تونس وبنين، وخاصة في وسط الميدان الذي يشغله اللاعب سفيان أمرابط، وكذا مشكل الربط بين الدفاع والهجوم في خطوط المنتخب المغربي.
وفي هذا السياق، قال المحلل الرياضي المهدي كسوة، في تصريح لموقع “سفيركم”، إنه “رغم النتيجة التي كانت لصالح المنتخب الوطني، وسلسلة الانتصارات المتتالية التي حققها المنتخب بـ12 انتصارا، فإن ذلك لا يمنع من القول بأن أداء المنتخب لم يكن مقنعا، خاصة من الناحية الجماعية، إذ تشوبه الكثير من الشوائب، ويجعلنا نطرح العديد من التساؤلات”.
وأضاف المهدي كسوة أن “أداء المنتخب، خاصة ضد المنتخب البنيني، شابته مشاكل على المستوى الدفاعي، غير أن من حسنات هاتين المبارتين الإعداديتين، اكتشاف اللاعب آدم ماسينا، الذي جاء بطاقة جديدة، وشكل ثنائيا فاعلا على مستوى قراءة وبناء اللعب، إلى جانب اللاعب جواد الياميق، حيث كانت أرقامهما إيجابية من حيث قطع الكرات، والافتكاك، وقراءة وبناء اللعب”.
وأبرز المحلل الرياضي نقاط الضعف التي اعترت أداء المنتخب، “خاصة في وسط الميدان، حيث مشكل التدرج بالكرات”، مفسرا ذلك بـ”سوء توظيف اللاعب سفيان أمرابط، لأنه يجد صعوبة ومشاكل في التمركز، وتطوير اللعب، واستعمال الجسد في حالة استقبال الكرة، وكذلك في الاستقبال والدوران بالكرة، وسوء الربط بين الدفاع وخط الوسط”.
وعلى المستوى الهجومي، قال المهدي كسوة إنه “تم التركيز كثيرا على استعمال عرض الملعب بشكل سلبي، ما أدى إلى الابتعاد عن عمق الملعب الذي قد يعطي فرصا للاستفادة من السرعة في بناء الهجمات”.
واعتبر المتحدث أنه يجب على “المنتخب أن ينتقل من التسرع إلى السرعة، كما يبدو أن هناك حاجة إلى لاعب يقدم حلولا إيجابية على مستوى الربط، حيث إن الاستمرار في الاعتماد على أمرابط على مستوى تطوير اللعب أمر سلبي بالنسبة للمنتخب الوطني”، مشيرا إلى أن “هذه المشاكل جعلتنا ندخل في مرحلة من الشك والتساؤلات حول قدرة المنتخب على المنافسة القوية في كأس إفريقيا”.
وختم المحلل الرياضي بالقول إنه “على المدرب وليد الركراكي العمل على إيجاد حلول لهذه المشاكل التي تثير القلق بخصوص جاهزية المنتخب لكأس إفريقيا المقبلة، والجلوس مع طاقمه لتحسين النقاط التي يظهر أنها سلبية في أداء المنتخب الوطني.