وصف المحلل السياسي، والباحث المهتم بملف الصحراء محمد سالم عبد المفتاح، “الموقف الغاني القاضي بسحب الاعتراف بالكيان الانفصالي في إشارة للبوليساريو”، بالاختراق المهم للديبلوماسية المغربية.
وتابع في تصريح خاص لمنبر “سفيركم”، بأن هذا الاعتراف يؤشر على انحصار المشروع الانفصالي في القارة الإفريقية وفي العالم.
وبرَّر هذا التفسير بأن القارة الإفريقية هي بمثابة القلعة التي تتمركز فيها الدعاية الانفصالية، موردا أنها كانت تحظى بدعم كبير من طرف بعض البلدان التي كانت تتبنى منطلقات إيديولوجية وشعارات التحرر واليسار العالمي.
الطرح الانفصالي يعاني من عزلة كبيرة في القارة الافريقية ومن تراجع كبير حسب تصريح المهتم بملف الصحراء، في ظل تغير مواقف بعض البلدان الهامة التي كانت قد انخرطت مبكرا في دعم هذا المشروع الانفصالي وفي مقدمتها غانا.
وأرجع محمد سالم، جزءا من انفتاح الديبلوماسية المغربية على مجالات حيوية جديدة بالقارة الإفريقية إلى المبادرات ذات الطابع الإقليمي التي يقودها عاهل البلاد سيما تلك المتعلقة بتعزيز الاندماج والتكامل الاقتصادي ما بين بلدان إفريقيا الأطلسية وتمكين بلدان الساحل من ولوج الواجهة الأطلسية.
وأشار في هذا السياق إلى مشروع أنبوب الغاز المغربي-النيجيري الذي يمر عبر بلدان غرب إفريقيا، “الشيء الذي يجعل من المواقف الإيجابية لصالح المملكة، ترجمة طبيعية للحضور القوي والوازن وللأدوار الريادية التي باتت تضطلع بها المملكة خاصة بعد عودتها القوية سنة 2017 للحضن القاري وقطعها مع سياسة الكرسي الشاغر على مستوى الهيئة القارية الافريقية”.
وأوضح المحلل السياسي في تتمة تصريحه لـ”سفيركم”، بأن الموقف الغاني يفتح المجال لمراجعة عضوية الكيان الانفصالي في المنظمة القارية الإفريقية، وذلك لمجموعة من الاعتبارات أهمها افتقاد هذا الكيان للشروط والعناصر الأساسية للدول، من إقليم وشعب وسلطة، وافتقاده أيضا للعناصر المعنوية ارتباطا بالشخصية القانونية والدستور والاعتراف الدولي.
هذا بالإضافة، حسب عبد الفتاح، إلى انكشاف الأدوار المقوضة للأمن والاستقرار التي يطلع بها هذا المشروع الانفصالي وارتباطاته القوية بظواهر الإرهاب والجريمة المنظمة ورعايته لمجموعة من الأنشطة غير القانونية، من قبيل تهريب السلاح والمخدرات وتهريب البشر وغيره من الظواهر المقوضة للأمن والاستقرار.
كما تتورط البوليساريو أيضا، وفق المتحدث ذاته، في عرقلة الجهود والمساعي الأممية الرامية لطي ملف النزاع، على اعتبار تنصله من اتفاق وقف إطلاق النار ورفضه للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن بهذا الخصوص في مقابل الانخراط الجدي للمملكة في دعم الجهود والمساعي الأممية.
هذا وكانت قد أعلنت جمهورية غانا عن قرار تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع ما يُسمى “الجمهورية الوهمية” التي أنشأتها جبهة البوليساريو الانفصالية، وفق ما أفادت به وكالة المغرب العربي للأنباء صباح اليوم الثلاثاء.