قالت الدكتورة موسيار خديجة المختصة في الطب الباطني، إن وجود مواد بلاستيكية بمشروبات أو منتوجات غذائية يعتبر خطيرا، مبرزة أنه يسبب تأثيرات على الصحة تؤدي لأمراض مثل السرطانات والتأثير على الخصوبة والوزن وغيرها من الأمراض التي تضر بصحة الإنسان.
وأضافت الدكتورة خديجة في تصريح لجريدة “سفيركم” الإلكترونية، أنه من الضروري أخذ الحيطة والحذر من الأكل أو الشرب من عبوات بلاستيكية، داعية إلى الابتعاد عن تسخين أو حفظ الأكل بأواني من البلاستيك. وأشارت الدكتولاة موسيار إلى “أن هناك من يستعمل للرضع رضاعات بلاستيكية لتغذيتهم وهو الأمر الذي له نتائج سلبية على الطفل لذلك من الأفضل استعمال رضاعات زجاجية”.
المواد المصنعة.. ضرر صحي
في تصريح مماثل، أبرز الدكتور حسن بوحديش طبيب بالقطاع العام، مختص في الطب الشمولي والطب الرياضي، أن هناك دراسات أتبثت وجود جسيمات بلاستيكية بمواد غذائية تتسبب بأمراض خطيرة من بينها الالتهابات وأمراض على مستوى الجهاز التنفسي والجهاز العصبي المركزي كما أنها تؤثر بشكل سلبي على الخصوبة لدى الجنسين.
وأشار حسن بوحديش، في حديثه مع “سفيركم”، إلى أن “المشروبات الغازية والعصائر المعلبة وخاصة الغازية معروف لدى الجميع أنها مضرة، وآلاف الدراسات أثبتت الضرر، إلا أن المستهلك رغم علمه بذلك فإنه يستمر في تناولها”.
وعن المواد المكونة لهذه المنتوجات أعطى بوحديش مثالا على ذلك من خلال الرموز الموجودة على ظهر القنينة للمشروبات الغازية مثل (E211)، مؤكدا أن بها مادة مسرطنة وهي المادة التي تحافظ على فوران المشروب، منبها أيضا إلى محسنات النكهة التي “تصنع من خلايا أجنة مجهضة”.
وشدد بوحديش على أن أن هناك أشياء خطيرة جدا، مردفا: “أؤكد على أن أي مادة استهلاكية مصنعة ومعلبة فإنها مضرة فلا يوجد ما هو أفضل من المنتوجات الغذائية الطبيعية”.
مشروبات “كوكا كولا” و”شويبس” الغازية
هذا ويشار إلى أن الجمعية الفرنسية “Agir pour l’Environnement”، قد نشرت أمس الخميس 22 غشت، بيان أكدت فيه أنه تم العثور على ستة أنواع من البلاستيك على شكل جزيئات دقيقة وجسيمات تانوية في عبوات لمشروبات “كوكا كولا” و”شويبس” الغازية.
وشدد المدير العام للجمعية المدافعة عن البيئة ستيفان كيركهوف، في البيان ذاته، على “ضرورة إبلاغ مستهلكي كوكا كولا بعدم الاستقرار الجزيئي في العبوات البلاستيكية”.
وحسب بيان الجمعية، فقد درس مختبران عينات من عبوات “كوكا كولا” الأصلية سعة لتر واحد وعبوات من “شويبس إنديان تونيك” سعة 1,5 لتر، بعد فتحها لمرة واحدة ثم عشر مرات ثم عشرين مرة ، وهو عدد المرات الأقرب إلى الاستخدام العادي.
وبفضل تحليل بالأشعة تحت الحمراء، توصلت عمليات مراقبة للمواد البلاستيكية الدقيقة، وهي جزيئات بلاستيكية أصغر من 5 ملمترات، إلى وجود ستة بوليمرات مختلفة، في نتيجة كانت “مفاجئة” للجمعية التي أشارت إلى أن “الشركتين المصنعتين لا تعلنان سوى عن وجود بوليمرين اثنين يحتكان بالمشروب، هما “بي ايه” PE (البولي إيثيلين) المستخدم في غطاء العبوة و “بي اي تي” PET (البولي إيثيلين تيريفثاليت) الموجود في العبوة”، حسب قرير الجمعية.
وأضاف التقرير نفسه، أنه في “كوكا كولا” (46 جسيما دقيقا لكل لتر بعد فتح العبوة لنحو عشرين مرة) كما في “شويبس” (62 جسيما لكل لتر)، كلما فتحت العبوة أكثر، زاد عدد الجسيمات الدقيقة الموجودة في المشروب. وتحدثت الجمعية تاليا عن فرضية مفادها أن “مصدر المواد البلاستيكية الدقيقة التي رصدت مرتبط بتردي وضع الغطاء عند استهلاكه”.
والملاحظة نفسها سجلت بالنسبة إلى الجسيمات البلاستيكية الثانوية التي يزداد متوسط حجمها عند فتح العبوة وإغلاقها، وذكر التحقيق أن هذه الجسيمات التي “رصدت بكميات أقل” وهي أصغر بألف مرة من الجسيمات الدقيقة، سهلة الهضم من الكائنات الحية بسبب حجمها الصغير، مما يشكل “خطرا صحيا أكبر بكثير” من مخاطر الجسيمات الأخرى.
وقالت شركة “شويبس” عبر صحيفة “لو باريزيان” الأربعاء إن مختلف عبواتها تتطابق مع “الشروط الصارمة لجودة المواد الغذائية التي حددتها السلطات الصحية الفرنسية والأوروبية”، مشيرة إلى أن المواد البلاستيكية الدقيقة، “إذا تبين أنها موجودة”، “فلم تستخدم عمدا في العبوات”. وأوضح البيان أن شركة “كوكا كولا” لم تعلق بعد على نتائج التحقيق
وأشارت الجمعية أن الدراسة لا قيمة علمية لها لكنها تبين وجود “علاقة” بين الجسيمات الدقيقة وعبوات المشروبات، مذكرة بأن “تلقي الجسم للجزيئات الدقيقة وتراكمها فيه يمثلان مخاطر كبيرة على الصحة لا تزال غير معروفة جيدا”، كما دعت الجمعية المديرية العامة للصحة (DGS) والوكالة الفرنسية للصحة والسلامة الغذائية والبيئية والمهنية Anses والمديرية العامة للمنافسة وشؤون المستهلك ومنع الاحتيال DGCCRF إلى اتخاذ تدابير بهدف “وضع حد ” لهذا الاستخدام.