قال المجلس الأطلسي إنه في الوقت الذي تخشى فيه أوروبا من تأثير قرارات ترامب على التجارة ومستقبل أوكرانيا، وتقلق منطقة الشرق الأوسط وبعض الدول الإفريقية من تولي ترامب منصب الرئاسة، يشعر المغرب بارتياح كبير حيث أنه سيضطلع بدور محوري في المنطقة مهما كانت سياسة ترامب.
وأوضح المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث أمريكي، في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني، أن الدولة الإفريقية التي ستستفيد من ولاية ترامب الجديدة، هي المغرب، التي تعد أقدم حلفاء الولايات المتحدة، إذ كان من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الولايات المتحدة عام 1777 عندما فتح السلطان محمد الثالث الموانئ المغربية أمام السفن الأمريكية، وهو الحدث التاريخي الذي تلاه توقيع البلدين على معاهدة السلام والصداقة، في سنة 1786، التي ما تزال سارية المفعول حتى اليوم.
وواصل المصدر ذاته أنه منذ ذلك الوقت، تطورت العلاقات الثنائية، حيث أصبح المغرب في عام 2004 حليفا رئيسيا من خارج الناتو، وشريكا هاما في جهود مكافحة الإرهاب.
وأكد التقرير أنه في دجنبر 2020، اعترف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، وشرع في افتتاح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة، وذلك على الرغم من أن إدارة بايدن لم تكمل هذا المشروع، مضيفا أن الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إلى المغرب قد عززت هذه الخطوة، خاصة بعد إعلان فرنسا دعمها العلني للمغرب ولسيادته الكاملة على صحرائه في البرلمان المغربي.
وأشار المجلس الأطلسي أن العلاقات المغربية الإسرائيلية شهدت تقدما كبيرا بعد اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء المغربية في عام 2023، بعد اتفاقيات أبراهام الموقعة في عام 2020، التي أعادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مبرزا أنه على الرغم من التوترات الناجمة عن الهجمات الإسرائيلية على غزة والتظاهرات المغربية المؤيدة للقضية الفلسطينية، إلا أن المغرب قد حافظ على موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
وقال المجلس “مهما كانت استراتيجية ترامب في الشرق الأوسط، لا شك أن المغرب سيضطلع بدور محوري، لا سيما وأن المملكة قد نجحت في عهد الملك محمد السادس، في إرساء دور مستقبلي لنفسها يتجاوز الشرق الأوسط إلى حد كبير”.
وعلى الصعيد الإفريقي، لفت المجلس الأطلسي إلى أن المغرب يحظى بموقع ريادي على المستوى الإقليمي، حيث أنه منذ عودته إلى الاتحاد الإفريقي في سنة 2017، كثف جهوده لتعزيز حضوره في القارة، وفي هذا الصدد، أطلق الملك محمد السادس مبادرات تنموية كبيرة رامية إلى توفير منفذ للدول الساحلية إلى المحيط الأطلسي، من خلال مشاريع استراتيجية ضخمة، تتطلب تعاونا وثيقا مع شركاء دوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة، مؤكدا أن المغرب قد عزز شراكاته مع مجموعة من الدول الإفريقية، مثل: نيجيريا والسنغال في إطار مبادرة التعاون الأطلسي.
وأردف التقرير أن المغرب قد استفاد من السياسة الأمريكية، الرامية إلى خفض نسبة التضخم الأمريكي “IRA”، التي حفزت التعاون مع الدول الموقعة على اتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هذه السياسة ساهمت في جذب الاستثمارات الصينية إلى المغرب، موضحا أنه في حال قرر ترامب بالتعاون مع الكونغرس إلغاء هذه السياسة أو تقييدها، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل جاذبية المغرب للاستثمارات الصينية.
وخلص مجلس الأطلسي إلى الإشارة إلى أنه في ظل الأزمات الاقتصادية والانقلابات العسكرية التي تعصف بالقارة الإفريقية، سيضطلع المغرب بدور رئيسي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وذلك على الرغم من سياسات واشنطن تجاه القارة، لافتا إلى أنه مع اختلاف الظروف الحالية عما كانت عليه خلال ولاية ترامب الأولى، سيحظى المغرب بريادة أكبر من أي وقت مضى.
تعليقات( 0 )