ويجسد هذا الاعتراف التزام مستشفى الشيخ زايد، الذي يعد أول مستشفى في المغرب يحصل على الاعتماد الدولي من هذا الحجم، من أجل ضمان جودة الخدمات الطبية وإرادته ليتوافق مع الممارسات الأكثر أمانا بالاستناد على المعايير الدولية.
وفي كلمة له خلال هذا الحفل، الذي أقيم بجامعة الزهراوي الدولية لعلوم الصحة، أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، أن هذا الاعتماد، من منظمة معترف بها من قبل مؤسسات صحية ذات صيت عالمي من قبيل ” المجلس الكندي للمعايير” و”الجمعية الدولية للجودة في الرعاية الصحية”، يعكس إنجاز “تقدم ملموس” يأتي في سياق الإصلاحات الاجتماعية الطموحة التي يقودها الملك محمد السادس.
وقال إن الأمر يتعلق بعلامة فارقة، تحمل رمزية جد قوية، تعد ثمرة عمل دؤوب يعطي شكلا لرؤية للمستقبل ويعبد الطريق نحو آفاق واعدة.
وشدد الوزير على أن إصلاح المنظومة الصحية المغربية يتطلب اليوم رفع مقاربات الاعتماد إلى مصاف الأولويات الوطنية، داعيا كافة الفاعلين في المنظومة الصحية الوطنية على السير على خطى المستشفى الجامعي الدولي الشيخ زايد الذي، باعتباره هيلكة معتمدة، مدعو للاضطلاع بدور استراتيجي متزايد في المستقبل، في النظام الصحي الوطني الذي يسعى لأن يكون مندمجا وشاملا ومرنا.
ومن جهتها، عبرت الرئيسة المديرة العامة “للاعتماد الكندي”، ليزلي طومسون، عن اعتزازها بالمشاركة في هذا الحفل للاحتفال بالإنجازات البارزة التي تحققت طوال هاته السنوات لتحسين المنظومة الصحية في المغرب.
وأضافت أن هيئة “الاعتماد الكندي”، المتواجدة في 38 دولة عبر العالم، سعيدة اليوم بالعمل بشكل وثيق مع الفاعلين في مجال الصحة بالمملكة لتحقيق الأهداف المرجوة على مستوى جودة رعاية المرضى.
وشددت على أن الأمر يتعلق بعمل طويل الأمد ينبغي التعامل معه بالتزام، معتبرة أن الجودة تعد الحافز المهم للمضي قدما، من أجل القدرة على المنافسة بما يتماشى مع المعايير الدولية، حيث يتمثل الهدف في تقديم أفضل رعاية ممكنة للجميع.
ومن جانبه، نوه المدير العام للمستشفى الجامعي الدولي الشيخ زايد، البروفيسور عادل أبابو، بهذا التكريم الدولي الذي يشكل “مبعث فخر” للمغرب نتيجة المهنية والالتزام الدائم لمؤسسة الشيخ زايد، مشيدا بكافة الأطباء والممرضين والصيادلة والموظفين الإداريين والتقنيين بالمستشفى على تفانيهم وجهودهم في ترسيخ الثقافة الجديدة للسلامة الصحية.
وبخصوص ما يعنيه الاعتماد بالنسبة للمستشفيات، أوضح أبابو، أن المستشفيات يجب أن تمتلك المهارات والمعدات الطبية اللازمة ولكن أيضا تثبيت بروتوكولات وإجراءات تضمن جودة الخدمات الطبية وسلامة صحة المريض.
وأضاف، في هذا الصدد، أن المنظمات المتخصصة الوطنية أو الدولية المستقلة (هيئات الاعتماد) هي القادرة فقط على تقييم مستوى العلاجات وسلامة المرتفقين، لافتا إلى أن هناك منظمتين عالميتين متخصصتين اللتان تعتمدان المستشفيات الدولية الرائدة: إحداهما أمريكية والأخرى كندية وهي الأكثر طلبا.
وخلص إلى أنه سيتم الآن تقييم مستشفى الشيخ زايد كل 3 سنوات مما سيسمح بالتطور والحفاظ على الاعتماد، مضيفا أن الخطوة التالية ستكون اعتماد أيضا المستشفيات الأخرى التابعة لمؤسسة الشيخ زايد في أفق 2027 .
يذكر بأنه منذ أكثر من 60 عاما، تعتمد منظمة “الاعتماد الكندي” المستشفيات الكندية وأكبر المستشفيات في العالم. وتقدم المنظمة المواكبة التي تستمر لعدة سنوات قبل الحصول على الاعتماد الذي ينبني على أساس عملية تقييم صارمة من خلال مائة مرجع في المعايير الصحية وأكثر من 2300 معيار.
تعليقات( 0 )