استطاع الممثل المغربي، يوسف الجندي، أن يخطف أنظار الجمهور المغربي منذ عرض أولى حلقات مسلسل “BAG” لمخرجه إدريس الروخ، مجسدا شخصية رجل الأمن “السلاوي” بكل تناقضاتها الإنسانية وتحدياتها المهنية، مسلطا الضوء على ما يختزن هذا الدور من عمق عبر التركيز على عدد من التفاصيل النفسية والجسدية.
وتقاسم الفنان يوسف جندي في هذا الحوار الذي أجراه معه موقع “سفيركم” الإلكتروني، كواليس تصوير هذه السلسلة، معرجا على التحديات التي واجهته خلال أدائها، وكذا ردود الفعل التي خلفتها شخصيته لدى الجمهور المغربي، وما يُحضر له من مشاريع فنية مستقبلية.

وهذا نص الحوار الذي أجراه موقع “سفيركم” مع الممثل يوسف الجندي:
كيف كانت تجربتك في تجسيد شخصية “السلاوي”؟ وكيف بنيت ملامحها؟
تجربتي مع شخصية “السلاوي” كانت ناجحة لكنها لم تكن سهلة أبدا، حيث تطلب الدور مني بحثا طويلا وجهدا كبيرا لفهم خلفياته النفسية والمهنية. اشتغلت بعمق وبتوجيه من المخرج والفنان إدريس الروخ الذي حرص كل الحرص على أن يكون الأداء دقيقا ومتوازنا يتجاوز الشكل إلى الجوهر.
كنا نعقد لقاءات متكررة لمناقشة تفاصيل الشخصية كما استعنت ببعض الأصدقاء العاملين في سلك الأمن رغم صعوبة الوصول إلى تفاصيل دقيقة حول حياتهم. كان من الضروري بالنسبة لي أن أكون صادقا في تجسيد هذه الشخصية الجديدة التي شكلت تحديا مهما في مسيرتي.
العمل مع إدريس الروخ أتاح لي مساحة كبيرة للإبداع فقد كان حريصا على الاستماع للممثلين، وكان يأخذ بعين الاعتبار كل الآراء التي تصب في مصلحة العمل.
بعض المشاهد تطلبت مجهودا بدنيا كبيرا، كيف حضرت لها؟ وهل واجهت مواقف خطيرة؟
السلسلة تضمنت مشاهد حركة صعبة من جري وقفز ومطاردات، وبعضها لم يتعدَ دقيقة على الشاشة لكنه تطلب يوم تصوير كامل. شخصيا أمارس الرياضة بشكل منتظم لذلك لم أجد صعوبة من الناحية البدنية.
لكن رغم ذلك واجهنا مواقف صعبة خاصة في بعض مواقع التصوير، مثل “عين السبع” حيث شكل القفز على الجدران تحديا خطيرا بسبب هشاشتها. وكنت قد تعرضت لإصابة في القدم خلال أحد المشاهد لكنها مرت بسلام وواصلنا التصوير بحب وإصرار جماعي من كل طاقم العمل.

كيف تعاملت مع الجانب النفسي للشخصية خاصة في ظل التوتر الذي تعيشه بين الحياة المهنية والعائلية؟
الجانب النفسي كان الأهم بالنسبة لي. جلست مع رجال أمن وحاولت فهم تركيبتهم النفسية رغم صعوبة أن يبوحوا بتفاصيل حياتهم الخاصة. لكن ما وصلت إليه كان كافيا لبناء تصور واضح عن التوتر الذي يعيشونه.
رجل الأمن ليس مجرد وظيفة بل مسؤولية جسيمة تؤثر على حياته الشخصية بشكل مباشر. من خلال شخصية “السلاوي” أردت أن أُبرز كيف يمكن أن تأخذ المهنة من وقته وعلاقاته وتضعه في صراع دائم بين الواجب والأسرة. هو يعيش ضغطا مستمرا بين حماية المواطنين والحفاظ على استقرار أسرته.
كيف كان تفاعل الجمهور المغربي مع “السلاوي”؟
كان التفاعل رائعا جدا. وصلتني رسائل كثيرة تعبّر عن إعجاب الجمهور بشخصية “السلاوي”، وهذا ما جعل التعب والإرهاق يختفي تماما. محبة الناس كانت الحافز الأكبر وشعرت فعلا أن صدق العمل وصل إليهم.
ما هي المشاهد التي أثرت فيك بشكل شخصي أثناء التصوير؟
كل المشاهد التي جسدتها لامستني بشكل مباشر، لكن المشاهد العائلية التي جمعت “السلاوي” بزوجته وأبنائه انطوت على عمق إنساني كبير، حيث فيها الكثير من الصدق والعاطفة وهذا ما جعل الأداء مماثلا للواقع، كما أن أغلب الحلقات كانت مرهقة جسديا ونفسيا لكنها أضافت الكثير لرصيدي الفني.

ما هي الكواليس أو مواقف التي بقيت لصيقة بذهنك من تصوير مسلسل BAG؟
الكواليس كانت مليئة بالتجارب الإنسانية الجميلة. رغم ضغوط التصوير كانت هناك روح تعاون قوية بين الفريق ومواقف كثيرة عشناها ستظل راسخة في الذاكرة. الضحك والتحديات والمغامرات التي خضناها جميعا لأجل نجاح هذا المشروع ستبقى ذكرى مميزة.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أعمل حاليا على قراءة سيناريو لمسلسل جديد وأنا في طور اتخاذ القرار النهائي بشأن الانضمام إليه، وما إن يتم تأكيد المشروع سيكون لموقع “سفيركم” السبق في الإعلان عنه.
كلمة أخيرة لجمهور “سفيركم”؟
أشكر موقع “سفيركم” على دعمه المتواصل للفن الوطني، وأشكر الجمهور الذي يتابع ويقدر كل عمل نقدمه. محبتكم تمنحنا الطاقة للاستمرار وأنتم السبب الأول في نجاح كل عمل صادق.
كريم حدادي (صحافي متدرب).