أفادت روترز أن آلاف الإسرائيليين انضموا إلى مظاهرات مناهضة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسط تصاعد احتجاجات ضد تحركه لإقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار لليوم الثالث على التوالي.
واستخدمت الشرطة مدافع المياه وألقت القبض على عدد من الأشخاص بعد أن نشبت مناوشات أثناء الاحتجاجات في تل أبيب وبالقرب من المقر الرسمي لإقامة رئيس الوزراء في القدس، حيث قالت الشرطة إن عشرات المتظاهرين حاولوا اختراق الحواجز الأمنية.
وعلى مدى الأيام الثلاثة الماضية، انضم المحتجون المعارضون لإقالة بار إلى المحتجين الغاضبين من قرار استئناف القتال في غزة بعد وقف لإطلاق النار استمر شهرين بينما لا يزال 59 إسرائيليا محتجزين رهائن في القطاع.
وقالت رينات حداشي (59 عاما) في القدس “نحن قلقون للغاية من أن بلدنا يتحول إلى ديكتاتورية. إنهم يتخلون عن رهائننا، ويتجاهلون كل ما هو مهم لهذا البلد”.
وقال نتنياهو هذا الأسبوع إنه فقد الثقة في بار الذي يقود جهاز الشاباك منذ عام 2021، وإنه ينوي إقالته.
وجاء القرار بعد أشهر من التوتر بينهما بشأن تحقيق يتعلق باتهامات بأن عددا من المساعدين في مكتب نتنياهو تلقوا رشاوى من شخصيات مرتبطة بقطر.
ورفض نتنياهو الاتهامات ووصفها بأنها محاولة لإزاحته من منصبه، لكن منتقديه اتهموه بتقويض المؤسسات التي تدعم الديمقراطية في إسرائيل بمسعاه للتخلص من بار.
وفي رسالة إلى الحكومة وزعها الشاباك في اجتماع للوزراء للموافقة رسميا على إقالة بار، قال رئيس الشاباك إن القرار استند إلى “مزاعم بلا أساس ليست إلا غطاء لبواعث مختلفة وغير مقبولة أصلا”.
وكان بار قد أعلن بالفعل أنه ينوي التنحي عن منصبه مبكرا لتحمل المسؤولية عن الإخفاقات الاستخباراتية التي سمحت بوقوع هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.
* انقسامات عميقة
سلطت المشاهد الغاضبة يوم الخميس الضوء على الانقسامات التي تفاقمت منذ عودة نتنياهو إلى السلطة على رأس ائتلاف يميني في نهاية عام 2022.
وحتى قبل الحرب في غزة، كان عشرات آلاف الإسرائيليين ينضمون إلى مظاهرات منتظمة احتجاجا على حملة الحكومة للحد من سلطة القضاء، والتي اعتبرها المعارضون اعتداء على الديمقراطية الإسرائيلية، لكن الحكومة قالت إنها ضرورية للحد من تجاوزات القضاء.
وطُرح يائير جولان، النائب السابق لرئيس أركان الجيش والذي يرأس الآن حزب الديمقراطيين المعارض، أرضا أثناء مشاجرة، مما أثار استياء ودعوات من سياسيين معارضين آخرين إلى إجراء تحقيق.
وقال وزير الدفاع السابق بيني جانتس إن الاشتباكات كانت نتيجة مباشرة للانقسامات الناجمة عن “حكومة متطرفة فقدت السيطرة على الوضع”.
وفي تل أبيب، احتشد محتجون أمام مجمع مقر الجيش الإسرائيلي في الوقت الذي اجتمع فيه الوزراء للموافقة رسميا على إقالة بار.
ومنذ بداية الحرب، هناك أيضا احتجاجات منتظمة من قبل عائلات وأنصار الرهائن الذين احتجزتهم حماس خلال هجوم على إسرائيل من غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 والتي رددت في بعض الأحيان انتقادات للحكومة.
ومع استئناف إسرائيل حملتها على غزة، ما زال المصير المجهول ينتظر 59 رهينة يعتقد أن 24 منهم ما زالوا على قيد الحياة. ويقول المحتجون إن العودة إلى الحرب قد تؤدي إلى مقتلهم إما على يد محتجزيهم أو عن طريق الخطأ نتيجة القصف الإسرائيلي.
وقال منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الذي يمثل عائلات الرهائن في بيان “هذه ليست نتيجة يستطيع الشعب الإسرائيلي قبولها”.