أثارت واقعة عدم قدرة الوزير عبد اللطيف وهبي على السجود أثناء أدائه صلاة التراويح بالقصر الملكي بالرباط خلال إحياء ليلة القدر إلى جانب الملك محمد السادس، وكذا صعوبة السجود الملاحظة لدى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، (أثارت) ردود فعل واسعة حيث اتخذ بعضها منحى التشفي في حين رفض آخرون هذا السلوك، خاصة عندما يتعلق الأمر بمرض أو عارض صحي.
ونشر عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي تدوينات يستنكرون فيها التعليقات التي تحمل عبارات التشفي في وهبي وأخنوش، ومنها الموقف الذي عبر عنه الصحفي علي أنوزلا حيث اعتذر عن تدوينة كان قد انتقد فيها طريقة صلاة وهبي، قبل أن يعلم أن السبب هو لأسباب صحية.
في ذات السياق كتب المحامي والناشط الحقوقي نوفل البعمري في تدوينة على حائطه بالفايسبوك، “إن حالة التشفي التي اجتاحت الفايس بوك، في شخصيات سياسية، لا تتعلق لا بتعبير عن المعارضة و لا على ذكاء سياسي و لا أي شيء، هو بؤس أخلاقي وانحطاط وقلة تربية، و كفى”.
وكتب الصحفي ابراهيم بوليد، رئيس المجلس الإقليمي السابق لسيدي إفني، تدوينة على صفحته بالفايسبوك، يقول “في خضم ليالي العشر الأواخر، تلك النفحات الروحانية التي تهبّ على قلوب المؤمنين، يطلّ علينا مشهد مؤسف: سخرية لاذعة تستهدف رئيس الحكومة، عزيز أخنوش. كيف تحولت لحظة خشوع بين العبد وربه إلى مادة دسمة للاستهزاء السياسي؟”.
وأضاف بوليد قائلا ” أخنوش يعاني في الصلاة ، فيديو انتشر كالنار في الهشيم، ليكشف عن وجه قبيح لبعض رواد العالم الافتراضي، ممن تاهت بهم الدروب وفقدوا بوصلة الأخلاق. إنه انحدار مريع، وتعدٍ سافر على حرمة المقدسات”.
وتابع الإعلامي قائلا ، “عندما تتحول الصلاة إلى أداة للتشهير السياسي، نكون قد تجاوزنا الخطوط الحمراء. إنه تسييس للدين، واختراق لخصوصية التدين. فالدين أسمى من أن يُزج به في معارك السياسة، وأطهر من أن يُستخدم للانتقاص من الخصوم”.
ولفت المتحدث إلى “أن أخنوش سبق وأن صرح مقربيه عن بمعاناته من آلام في الركبة، ممّا يصعب عليه ثنيها أثناء الصلاة. ورغم ذلك، لم يجد بعض خصومه السياسيين غضاضة في استغلال هذا الأمر لتحقيق انتصارات وهمية. عجزوا عن تحقيقها واقعيا ومنازلته سياسيًا، كما عجزوا عن تقديم برامج وأفكار تتفوق على ما يطرحه، فلجأوا إلى هذه الأساليب الدنيئة”.