أثار مقتل قاصر من أصول مغربية، يوم الأحد 29 دجنبر الجاري، في منطقة “كامبي بيزنسيو” بإيطاليا، استياء أفراد الجالية المغربية، الذين طالبوا ببذل المزيد من الجهود للقبض على المتهمين.
وأوضح موقع “Today” الإيطالي، أن تفاصيل مقتل الشاب المغربي القاصر “معطي مبكر”، البالغ من العمر 17 عاما، لا يزال يلفها الغموض، مبرزا أن التقارير الأولية توضح تعرض معطي لخمس طعنات خلال الساعات الأولى من صباح الـ29 دجنبر على يد مجموعة من الشباب.
وواصل المصدر ذاته أنه تم العثور على جثة القاصر المغربي ملقاة على الأرض من قبل أحد سائقي التوصيل، الذي اتصل بالإسعاف لنقله إلى المستشفى، لكنه أدرك لاحقا أن الضحية كان قد فارق الحياة.
وذكر الموقع الإيطالي أن الجريمة قد وقعت في حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا، بشارع “تينتوري”، بالقرب من ملهى ليلي يعتقد المحققون أن معطي كان قد دخل فيه في شجار مع مجموعة من أقرانه قبيل وقوع الجريمة.
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الضحية كان وحيدا ينتظر الحافلة للعودة إلى منزله، عندما تعرض لهجوم عنيف من مجموعة قامت بطعنه عدة مرات باستخدام سلاح لم يتم العثور عليه بعد.
ولفت المصدر ذاته إلى أن تسجيلات كاميرات المراقبة في المنطقة، أظهرت مجموعة من الأشخاص يركضون بسرعة بعيدا عن مكان الحادث، في حين كان أحدهم يصرخ: “أركض، أركض”، ما يُرجح أنهم كانوا يفرون بعد ارتكاب الجريمة.
وأكد الموقع أن السلطات المحلية الإيطالية تواصل تحليل اللقطات المأخوذة من الكاميرات المثبتة في مواقع مختلفة، منها كاميرات تابعة لبنك، ومتاجر التسوق، ومقر نقابة عمالية، في محاولة لفك لغز الحادثة، مبرزا أنه رغم العثور على بعض الأدلة في موقع الجريمة، إلا أن السلطات الإيطالية ما زالت تتحفظ على التفاصيل.
واستطرد المصدر ذاته أن معطي مبكر من مواليد سنة 2007 بمدينة “بوجيبونسي” لأب مغربي وأم إيطالية، وكان قد بدأ مؤخرا العمل في وظيفة جديدة، كما كان عاشقا لكرة القدم، ومثل مجموعة من الأندية المحلية، منها “مونتيسبيرتولي”، و”سيرتالديزي”، و”غامباسي تيرمي”.
وأورد الموقع تصريح مدربه، الذي وصفه بأنه شاب مرح ومحبوب من الجميع، حيث قال معبرا عن حزنه: “القيم الإنسانية تتراجع، وفقدان شاب مثل معطي خسارة كبيرة للمجتمع”.
ومن جانبه، وصف مايكل لوبينو، أحد أصدقاء الراحل معطي مبكر، ومن مؤسسي جمعية “مرحبا بكم في فلورنسا”، صديقه بأنه شاب هادئ لا يثير المشاكل، مضيفا: “ما حدث صادم وغير معقول. لا أصدق أن هذا حصل له”.
وأثار مقتل معطي مبكر موجة من الصدمة والغضب في صفوف الجالية المغربية المقيمة في الديار الإيطالية، التي طالبت بالكشف عن ملابسات الجريمة وتقديم الجناة للعدالة، حيث اعتبرت أن الحادثة تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الشباب المغاربة في الخارج.