أثار مقتل محمد الدوبالي، وهو شاب مغربي لا يتجاوز من العمر 27 سنة، داخل سجن “سانت آنا” بمدينة مودينا الإيطالية، جدلا كبيرا في المجتمع الإيطالي، الذي استنكر توالي حالات الوفيات في صفوف المساجين.
وأوضح خبر نشره موقع “Sulpanaro” الإيطالي، أن النيابة العامة قد فتحت تحقيقا في هذه القضية بتهمة “القتل غير العمد”، وأدرجت ثلاثة من أفراد الطاقم الصحي بهذه المؤسسة السجنية، في قائمة المشتبه فيهم، من بينهم طبيبان وأخصائي نفسي.
وبدوره، ذكر موقع “Il Resto del Carlino”، أن السلطات قد عثرت على محمد الدوبالي جثة هامدة داخل زنزانته يوم 3 فبراير الماضي، ورجح أن يكون سبب الوفاة جرعة زائدة من الأدوية، مبرزا أن الراحل كان يخضع لعلاج طبي منتظم داخل السجن.
ولفت المصدر ذاته إلى أن السجين المغربي كان يتناول أدوية بوصفة طبية، بسبب مشاكله الصحية المتعلقة بالإدمان والاضطرابات النفسية، وأضاف أنه كان يتردد على مركز علاج الإدمان والصحة النفسية بمدينة مودينا.
وتسعى النيابة العامة، بحسب الموقع، إلى تحديد ما إذا كانت هناك مسؤولية طبية عن وفاته، نتيجة تقصير محتمل في متابعة حالته الصحية، لا سيما وأنه كان في قائمة المساجين الذين يمكن أن ينتحروا بدرجة “منخفضة”.
وكلفت النيابة العامة في مدينة مودينا الإيطالية، طبيبا شرعيا، يوم الـ 17 من فبراير الجاري، من أجل تشريح جثة الراحل لتحديد سبب وفاته بشكل دقيق، والتأكد من فرضية تعاطي الأدوية بشكل مقصود أو عرضي.
وأعربت أسرة محمد الدوبالي عن صدمتها الكبيرة من وفاة ابنها داخل السجن، كما طالبت بتقديم تفسيرات واضحة ومنطقية حول ملابسات هذا الحادث، إذ قالت محامية الراحل تيّا فيديريكو: “عائلته تريد معرفة الحقيقة، فليس من الطبيعي أن يموت شاب في مثل هذه الظروف داخل مؤسسة يفترض أن توفر له الرعاية والمراقبة اللازمة”.
ولفت موقع “Il Resto del Carlino” إلى أن وفاة محمد الدوبالي، ليست الحادثة الوحيدة في هذا السجن، بل شهد أربع حالات وفاة خلال شهر واحد فقط، ما أثار نقاشا في المجتمع الإيطالي حول الظروف التي يعيش فيها النزلاء في هذه المؤسسة السجنية.
ومن جانبه، أكد روبرتو كافالييري، المفوض الإقليمي لحقوق السجناء، أن السلطات السجنية قامت بعمليات تفتيش داخل الزنزانات في ساعات متأخرة الليل، من أجل الحد من انتشار الأدوية غير المراقبة.
وخلص الموقع نفسه إلى التأكيد على أنه ما يزال لم يصدر أي تأكيد رسمي حول ما إذا كانت هذه الإجراءات مرتبطة بشكل مباشر بوفاة الدوبالي.
وخلفت هذه الواقعة، التي تناقلتها مجموعة من المواقع الإلكترونية والقنوات الإيطالية، استياءا واسعا لدى المجتمع الإيطالي، ولا سيما في صفوف الجالية المغربية والمسلمة، التي طالبت بالتحقق من ملابسات هذه القضية، خاصة وأن مجموعة من السجناء توفوا في ظروف مشابهة.
وتجدر الإشارة إلى أن صحيفة “RSI” الإيطالية، كانت قد نشرت في غشت الماضي، خبر وفاة سجين مغربي، يبلغ من العمر 31 سنة، الذي كان قد انتحر في زنزانته بسجن “كريما” في منطقة كا ديل فيرو، ليكون بذلك الحالة الـ65 التي سجلت في سنة 2024، منها 59 حالة في صفوف السجناء، وست حالات أخرى سجلت لدى ضباط السجون.